يقف حزب الله والكيان الصهيوني على حد السيف، او على حافة.الهاوية ، كلاهما في حالة ترقب شديد واستعداد ، وكلاهما له اسبابه الموجبة في عدم الذهاب الى حرب .
يتمنى نتنياهو ان تسمح الظروف الإقليمية والدولية بمهاجمة حزب الله، وإزالة الخيمتين التي نصبهما في مزارع شبعا .
الحرب تشكل ضرورة لنتنياهو للتخلص من مأزقه الداخلي ، لكن مشكلته انه لا يضمن غطاءا اميركيا للعمل العسكري كما حصل في جنين .
الولايات المتحدة تخشى انفلات الامور في حالة وقوع الحرب ، فهي لا تريد حربا اقليمية ، يكفيها الحرب الأوكرانية ، فطالما هي مشغولة بالحرب الاوكرانية والتوترات مع الصين لا تريد ان تفتح بابا ثالثا عليها ، لذلك ، ارسلت وزير خارجيتها الى بكين بهدف تخفيف التوتر مع الصين ، كما ارسلت وزيرة الخزانة لتنظيم العلاقات التجارية والإقتصادية وايضا تخفيف التوتر .
لو ضمن نتنياهو عدم تدحرج الامور الى حرب اقليمية يخشاها لكان ذهب الى الحرب ، هو يفضل لعبة المعارك بين الحروب، فهي لا تكلفه حربا كبرى لا تتحملها بيئته الإجتماعية .
بدوره حزب الله يعيش حالة استعداد وترقب للمفاجآت، يده على الزناد ، لكنه لن يكون البادىء في اطلاق الرصاصة الاولى .
ثمة اعتبارات كثيرة تحول دون ان يكون حزب الله هو البادىء، فهو يتمنى ان تأتي الحماقة من العدو لكي يدخل الجليل .
لا شك ان الوضع الداخلي بأزماته المتعددة تجعل حزب الله يتريث في ان يكون البادىء ، فلا يريد ان يحمل اللبنانيين اوزارا فوق اوزارهم وهم يعانون ازمات وضائقة معيشية.
حزب الله محرج في ما جرى بشمال بلدة الغجر ، سيطرة اسرائيل وضمها ، وتشييد حائط اسمني يعزلها عن الأراضي اللبنانية .
كان حزب الله يتمنى من الدولة اللبنانية ان تكون اكثر تشددا في ما يتعلق بقضة الغجر ، وان تتخذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتها المنتهكة ، ربما كانت بذلك تعفيه من مهمة المواجهة مع العدو.
حزب الله لا يستطيع السكوت على الإنتهاك الإسرائيلي ، لكنه ايضا معني بالأخذ بعين الإعتبار بدء اعمال الحفر والتنقيب عن الغاز في شهر آب القادم ، هو يدرك ان اي حرب ستؤدي الى تأجيل الحفر والتنقيب، وبالتلي تحميل حزب الله المسؤولية ، سواء من اللبنانيين او المجتمع الدولي، وكذلك من شركة توتال المعنية بالحفر .
سيبقى موقف حزب الله متيقظا ، وكذلك الكيان الصهيوني، هما اشبه بالديكة التي تقف مقابل بعض، ينتظر كل منهما الآخر ان يبادر ويكون البادىء .
يتمنى نتنياهو ان تاتي المبادرة من حزب الله، فهي تنقذه من مأزقه الداخلي ، ويتمنى حزب الله ان تأتي الحماقة من نتنياهو، لتكون غلطته القاتلة، هي تعطيه المبرر القانوني والسياسي والاخلاقي للرد وربما دخول الجليل .
تشي المعلومات التي تجري في الكواليس ان ثمة تسوية يجري العمل عليها، تقوم على انسحاب اسرائيل من الجزء الشمالي من بلدة الغجر ، مقابل ان يزيل حزب الله الخيمتين من مزارع شبعا، اللتان اصبحتا مدار تنمر المجتمع الإسرائيلي على نتنياهو وتصفه بأنه مردوع من حزب الله .