ايها القوميون

هو شهر الفداء والتضحية يوم قدم زعيمنا جسده قربانا للنهضة التي بعثها مسطرا اسمى مفاعيل البطولة المؤمنة بوقفات عز قل نظيرها ليعلن انتصاره من على عامود الاعدام هازما اعداءه واعوانهم الخونة، فلم تقو رصاصات غدرهم على النيل من فكره وعقيدته وكان رهانه على بقاء حزبه واستمرارية حركته وفق قاعدة فكرية متينة اسس لها لتكون المثال الصالح لتحرير الامة من قيود الذل والارتهان والاحتلال.

ايها القوميون
ان مشهد الثامن من تموز هو اعلى درجات التضحية التي خطها زعيمنا بدمائه الذكية، فلم يهب الموت ولم يساوم جلاديه او يفاوض اعداءه طمعا بخشبة خلاص تقضي على كل ما ناضل من اجله، بل واجه الموت بالموت وذهب الى جلاديه ليحاكمهم ووقف امامهم مرفوع الرأس رافضا كل قيل وما حيك ضده فكانت الولادة الجديدة في يوم استشهاده.
عظيم هو وكبير عندما علمنا كيف نصارع الموت ونتغلب عليه بمشهديه من كتابته واخراجه وبطولته، لقد علمنا المعنى الحقيقي للحياة وربط انتصارنا بالانتقام لموته وكأنه يقول للعالم ان هذه القضية المحقة وجهتها واضحة لا لبس فيها مؤكدا حتمية الانتصار برهانه علينا كقوميين اشداء واقوياء.

ايها القوميون
كونوا على القدر الذي اراده سعاده فلا تتراجعوا عما امنتم به وانتميتم لتناضلوا من اجله ، لا تغركم اي من المناصب التي رماها زعيمنا بعيدا وداس عليها بوقفات عزه ولا تغشكم العوامل والظروف المتغيرة بهدف ثنيكم عن حقيقتكم التي كرسها المعلم بدمائه ولا تبخلوا عن فكرة العطاء التي تمجدت وتجلت في شهر تموز الفداء ولا تساوموا بحرف واحد لان التراجع هو بداية للهزيمة التي لا مكان لها في قاموسنا ومصطلحاتنا.
ان استشهاد زعيمنا في الثامن من تموز محطة مفصلية نؤكد فيها كل عام عهدنا ووعدنا للمعلم ان لا مفر لنا سوى القتال المتواصل حتى تستعيد امتنا حريتها وسيادتها على نفسها بإرادة ابنائها المخلصين.