في خضم التحديات والضربات التي سيقت زاحفة كالأفعى على كيانات أمتنا، والإرادات الأجنبية الاستعمارية العدوانية التي تريد تمزيقنا وتفتيتنا ولكن بشكل “عصري”، والأجندات الغربية التي تحاول جاهدة التسلل لمجتمعنا من نوافذنا المكسورة الضعيفة وللأسف كثيرة .
منذ عشرات السنين كان قد وضع الزعيم أنطون سعاده الخطة النظامية وبطريقة عملية في غاية الدقة للنهوض القومي الاجتماعي و لمواجهة المشروع الاستعماري العدواني الصهيو -امريكي (على اختلاف ارتباطه بين الأمس واليوم ).
وبين آونة وأخرى يتم طرح مشاريع لإنقاذ كياناتنا وشعبنا من بعض رجال أمتنا المخلصين تدور في نفس الفلك الذي أرساه ذاك الرجل الذي استحق لقب (رجل بحجم الأمة).
إنّ هؤلاء الرجال ورثة سعاده بحبهم ووطنيتهم وشجاعتهم حيث تتردد أفكار سعاده من أفعالهم ومشاريعهم سواء أكانوا قوميين اجتماعيين حاملين العقيدة والمبادىء، أو من أبناء أمتنا وشعبنا.
ونحن نعتز ونفتخر بكل القوى المقاومة التي نجحت بتغيير المعادلات وإفشال المخططات وتسعى لتطوير وتمكين عمل المقاومة من خلال تفعيل الأطر القومية الجامعة للقوى الحية في الأمة كما ذكرها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في لقائه بالأمين العام للمؤتمر القومي ومؤسس حزب الكرامة حمدين صباحي.
ولا بد لنا أن نذكر بطولات وتضحيات هيئة الحشد الشعبي في العراق، فلقد كان له دور محوري هام في مكافحة الإرهاب التكفيري والقضاء على المجموعات الارهابية والحفاظ على وحدة الأرض والشعب والسيادة فسجل عناصره بدمائهم أهم مراحل النصر .
وماقدمه نسور الزوبعة إلى جانب الجيش السوري والقوى الحليفة والصديقة من ملاحم سيذكرها التاريخ لأرطال شجعان لم يخافوا لا الحرب ولا ممارسة البطولة فاستحقوا النصر .
لذلك لا بد من تكامل مشروع المقاومة بكافة النواحي الجغرافية والعسكرية والثقافية ومواجهة الجماعات الإرهابية التي لا تقتصر حروبها على أركان الدول فتتوغل بعمق المجتمعات، معادية للإنسان وللقيم الإنسانية فهي حرب لا حدود لها .
وإنّ المشروع الاستيطاني للدول الكبرى لا زال قائمًا، تتبدل صورته وأسلحته في كل مرحلة ، من بداية استخدامه للدواعش التوروبيين في الماضي في الحروب الصليبية، ومنذ مئة عام استخدم دواعش اليهود الصهاينة، واليوم يستعمل التكفريين ليكونوا الدواعش الجدد، فترسخ تلك الدول هيمنتها من خلالهم، وتخلق منّا جماعات متناحرة متنازعة تلعب على وتر الطائفية مرة، ومرة أخرى على الصراع على الأرض والوجود من خلال الصهاينة، وتارة أخرى بشعارات الحرية والديمقراطية .
إن خطر التقسيم يهدد أمتنا وما يجري في فلسطين حرب إبادة والخطر الصهيوني هو خطر على أمتنا وعالمنا العربي كله.
وفي لبنان تطفو على السطح فكرة مشروع الفدرلة لإنشاء فدراليات طائفية والتي هي وصفة ناجعة لترسيخ الانقسام اقتصاديًا وثقافيًا ودينيًا، وإغلاق أي باب للتجانس وعودة الوجدان الوطني.
في حين في الشام يتم طرح تعديل للدستور والاحتلالين الامريكي والتركي يحاولان إنشاء مناطق للإرهابيين واجتزاء الأراضي وفصلها عن الدولة السورية لتظل الأمور على الصفيح الساخن.
وفي الأردن تجاهد الصهيونية في مساعيها لإقامة كونفدرالية أردنية فلسطينية في الضفة الغربية، لا بل إن الإدارة الأمريكية تسعى ليس لإقامة كونفدرالية وحسب بل فدرالية تضم الأردن وفلسطين وغزة وتحقيق مشروع البينلوكس الصهيوني لإعدام المقاومة وتفكيك وانهاء المسألة الفلسطينية، وجعل الدولة الأردنية بمستوى السلطة الفلسطينية.
لذلك تأتي أهمية إقامة محور وجبهة مقاومة عسكريًا وثقافيًا وسياسيًا وفكريًا وحتى إعلاميًا واقتصاديًا، تكون مواجهة لهذا التيار الذي يتحرك ضد وجودنا وتواجدنا، فلا وقت لدينا للانقسامات، والخلافات وهدر الإمكانيات، ولندع الخلافات الفكرية والاختلافات التي ل ابد منها ليكون مجتمعنا سليمًا وحيًا، ونفكر أنّ مستقبلنا بخطر وأنّ لنا مستقبلًا واحدًا، وأنّنا جميعًا نقف على أرض واحدة ومصلحة مشتركة ولنا عدو واحد يجب محاربته عسكريًا وبالفكر ونشر الثقافة القومية ونبذ ومواجهة الفتن الطائفية.
نحن اليوم نقف أمام طريق لا يتسع إلا للاقوى ونحن كقوى مقاومة نمتلك كل الإمكانيات والمقومات لإنجاز مهمتنا والوصول لغايتنا وتحقيق النصر ودحر ما تبقى من ركام سطوة الأسطورة البائدة “اسرائيل”.
فهل نكون نحن ذلك الاقوى؟