تتسرب معلومات عن رغبة لدى محمد بن سلمان بإحياء مبادرة السلام العربية التي كتبها الكاتب الاميركي توماس فريدمان
وارسلها الى الامير عبدالله عندما كان ما يزال وليا للعهد .
تشي المعلومات بان محمد بن سلمان ناقش الفكرة مع وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن ، الذي وضع بدوره نتنياهو في هذا الجو .
كذلك ناقش بن سلمان الفكرة مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في زيارته الأخيرة الى الرياض باعتبار سوريا طرفا رئيسيا في الصراع العربي الصهيوني واراضيه ما زالت محتلة .
كذلك يحكى عن زيارة سرية قام بها ابو مازن محمود عباس قبل سفره الى الصين وناقش الفكرة مع محمد بن سلمان .
تقول المعلومات ان محمد بن سلمان سيطرح المشروع على الأمم المتحدة في شهر ايلول القادم ليحقق اكبر حشد عالمي خلف مبادرته واعطائها زخما دوليا .
عندما كان ترامب رئيسا للولايات المتحدة طرح هذا الاخير مشروع صفقة القرن، وطلب يومذاك من محمد بن سلمان قيادة العملية من منظور صفقة القرن ، لكن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل اثار الملك السعودي سلمان، انذاك اتصل بترامب رافضا هذا التطور الخطير .
مع ذهاب ترامب سقطت مبادرة صفقة القرن رغم ما حققته من تطبيع مع عدة دول خليجية وعربية باستثناء السعودية التي كان نتنياهو يتطلع الى التطبيع معها لكنها رفضت ذلك .
الآن يسعى محمد بن سلمان من خلال نظرية صفر مشاكل وترتيب اوضاع المنطقة وطموح لقيادتها لإحياء تلك المبادرة وقيادتها بعد ان انجز التفاهم مع ايران وتبادل السفراء معها ، واعاد سوريا الى الجامعة العربية، كما اعاد العلاقات مع سوريا ، وهو يتوجه الآن لقيادة التسوية باحياء مبادرة السلام العربية التي اقرت في بيروت عام ٢٠٠٢ والتي وصفها شارون آنذاك بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، بينما كان يدمر مخيم جنين .
محمد بن سلمان يطمح لان يقود العمل العربي ، ويرى في تكريس السلام مع العدو الصهيوني ما يساعده في تبوء موقع الريادة في العالم العربي ، لكن هل درس محمد بن سلمان انعكاسات مبادرته واحتمالات اعادة تفتيت الوضع العربي والعودة الى الوضع السابق ؟. لا سيما انه يدرك ان محور المقاومة لن يرضى بهذه المبادرة بسبب اختلاف نظرته لبقاء الكيان الصهيوني في منطقتنا .
لست ادري ما اذا كانت سوريا وايران والمقاومة ومعهم العراق والجزائر وجزء كبير من الشعب الفلسطيني سيقبلون التنازل عن ٧٨% من ارض فلسطين ، لا سيما بعد تبدل موازين القوى، وبعد ان اقر العديد من النخب الصهيونية بان الكيان الى زوال .
وهل يضمن بن سلمان قبول الولايات اامتحدة بالمبادرة العربية وهي التي لم تعيرها بالا عندما طرحت عام ٢٠٠٢ .
وهل يضمن بن سلمان قبول نتنياهو بالدولتين والتنازل عن القدس وعودة اللاجئين وهو الذي يخطط للإستيلاء على كامل الضفة الغربية وضمها لإسرائيل وربما يحاول تهجير الشعب الفلسطيني .
ربما توافق الولايات المتحدة على الطرح السعودي لأنها بذلك تضرب اربعة عصافير بحجر واحد .
الاول : عودة الولايات المتحدة الى المنطقة بقوة بعد ان تراجع نفوذها .
ثانيا : حماية الكيان الصهيوني قاعدتها الاولى في المنطقة من الإحتمالات التي تقف امامها نتيجة تبدل موازين القوى وتعرض الكيان الى احتمالات الزوال .
ثالثا الحيلولة دون تطوير العلاقات السياسية والإقتصادية والجيوسياسية مع كل من ايران والصين وروسيا . واعادة السيطرة على اوبك، ومنع اوبك بلاس من التحكم بالسعر والإنتاج .
الرابع تحصين الموقع الاميركي ودعم معركته في اوكرانيا .
اعتقد ان مشروع بهذه الخطورة لا يمكن مقاربته بخفة واستنادا الى الرغبات والمصالح الشخصية ، وهو يحتاج الى مؤتمر قمة عربي لتحمل المسؤولية جماعيا امام الشعوب والتاريخ . ..