كلمة حق

بالأمس كنا من بين المشاركين في الاحتفال بجائزة أنطون سعادة الأدبية. هذا الاحتفال، كلمة حق تقال، كان تظاهرة ثقافية بكل ما في الكلمة من معنى.

رفقاء ورفيقات، من أعمار مختلفة، حضروا من مناطق مختلفة، وبعضهم من مناطق بعيدة للمشاركة بالاحتفال الذي اقامته عمدة الثقافة والفنون الجميلة بمناسبة الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة أنطون سعاده الأدبية في دورتها الثانية. مشهد يؤكد على حيوية هذا الحزب العظيم، وعلى أن الثقافة هي جزء اساسي من مشروع المواجهة مع كل المشاريع التي تريد القبر مكاناً لهذه الأمة تحت الشمس. كان رائعاً ان الفائزين بهذه الجائزة بكل فئاتها هم أدباء وفنانون شباب من مختلف كيانات الأمة السورية، إضافة الى دول أخرى من العالم. وكأنهم بذلك جاءوا ليقولوا إنه بالكتابة عن سعاده تكمن فرحة الروح، فهو في كل مقال وكتاب يُمثّلُ صدق الوجدان وأشعة الشمس وانسياب الأمل في ليل هذه الأمة الطويل. يا لعظمة هذا الرجل في هدوئه، في ابتسامته، في نضارة وجهه في مواجهة الموت. “فكره النيّر محراث الأرض وفرحة النهوض مع الفجر..

” الحفل الذي نظمتّه عمدة الثقافة والفنون الجميلة بالأمس كان رسالة بليغة مفادها أن المعرفة هي رأس الحربة في معركة النهوض من الانسحاق والخضوع للإرادات الاجنبية. هي حياة المجتمع بكل تطوراته الفكرية والثقافية والاجتماعية. ما جرى بالأمس كان أبعد بكثير من اجتماع أدبي حول قصة قصيرة أو نص مسرحي أو تجربة فنية أو دعوة لنشاط ترفيهي أو اعلامي. إنه باعتقادنا بداية مشروع لبناء سدٍ على نهر هائج. هذا ما نأمله وهذا ما يجب ان يكون.