منظومة “مقلاع داوود” هي نظام صاروخي قصير ومتوسط المدى، مصصم لإسقاط الصواريخ من مسافة 100 إلى 200 كيلومتر، وهي إحدى منظومات ما يُسمى بـ”القبة الحديدية” الأربع، والتي يعتمد عليها العدو لحماية الأجواء من صواريخ المقاومة.
وقد تم تطوير هذه المنظومة من قِبل شركة الصناعات العسكرية الأميركية “ريثيون”، بالتعاون مع شركة “رافائيل الإسرائيلية”، بتمويل أميركي، وبتكنولوجيا أميركية بالكامل، مع إضافة “إسرائيلية” وحيدة، هي ذاك الإسم التوراتي، وقد أتى تطويرها بهدف استبدال المنظومتين الأميركيتين السابقتين، “باتريوت” و”هوك”.
ومنظومة “مقلاع داوود” ثابتة وغير قابلة للحركة، ذات غطاء أرضي، وقيمة كل صاروخ منها تقارب المليون دولار، حيث يحتوي كل صاروخ راداراً ثلاثي الأبعاد، ومجسماً غير متماثل ذات قدرة مناورة عالية، ويتميز بخاصية التوجيه الذاتي إضافةً إلى التوجيه اليدوي السريع والفعال في الأمتار الأخيرة.
وقد دخلت هذه المنظومة الخدمة عام 2017، ولم تطلق صواريخها إلا مرة واحدة، عام 2018، عندما أخطأت صواريخ دفاعية شامية، طائرات “إسرائيلية” كانت تشن غارات داخل الأراضي الشامية، وقد فشلت عملية الاعتراض هذه، وسقطت الصواريخ الشامية داخل الأراضي المحتلة، لكن في مناطق مفتوحة.
ولعل استخدامها اليوم، قد يكون نتيجة إطلاق المقاومة لصواريخ مداها يزيد عن سبعين كيلومتراً، حيث تحدثت بعض التقارير عن أن “سرايا القدس” استخدمت للمرة الأولى صاروخ “خيبر 1″، الذي يبلغ مداه نحو 100 كيلومتر، وربما يكون هناك سبب آخر لاستخدامها، وهو أن العدو تعمّد اختبار هذه المنظومة الجديدة، حيث نُقل عن مصدر أمني “إسرائيلي” أن تفعيل “مقلاع داوود” فوق تل أبيب كان بغرض اختبار الأداء، مع العلم أن المسافة بين تل أبيب وقطاع غزة تزيد عن السبعين كيلومتراً، كما نُقل عن مصادر أمنية أخرى أن عملية التشغيل جاءت في سياق الاحتراز والاستعداد لحرب متعددة الجبهات، قد تواجه فيها المنظومة الدفاعية “الإسرائيلية” صواريخ متقدمة من الشمال، ومع أرجحية السبب الأول لأن العدو سبق أن اختبرها في السنوات اللاحقة لفشلها الأول عام 2018، إضافةً إلى أنه يمكن اعتراض صواريخ المقاومة بصواريخ ذات كلفة متدنية قياساً بهذا الصواريخ ذات الكلفة الباهظة.
وواجه العدو عمليات إطلاق أكثر تقدماً في السنوات السابقة، كما جرى في حرب “سيف القدس” عام 2021، وقد أطلقت المقاومة وقتها وللمرة الأولى صاروخ “عياش” الذي يصل مداه إلى أكثر من 250 كيلومتراً، أي ضمن نطاق منظومة “مقلاع داوود”، ولم يتم استعمالها، كما شهدت الحرب الماضية “وحدة الساحات” إطلاق صواريخ طاولت تل أبيب، ولم تدخل المنظومة المعركة أيضاً
ومع عدم اعتراف العدو بفشل “القبة الحديدية” في التصدي لعشرات الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة، وهي صواريخ قصيرة المدى، فإن استخدام “مقلاع داوود” يدل على أن هناك تطوراً نوعياً في قوة المقاومة والقدرة الصاروخية لديها، رغم عدم تدخل حركة حماس في الحرب الدائرة على القطاع، واكتفاء مشاركة حركة الجهاد الإسلامي وحدها.