العمالة احتلال

ايها القوميون

يتمادى عدونا اليهودي بالتطاول على كيانات أمّتنا، وأخطر ما يقوم به هو الاستهداف المتكرر لمنشآت عسكرية في الشام وبشكل متواصل لمنع تعاظم القدرات العسكرية ونموها وتطورها، خاصة تلك المتعلقة بالدفاعات الجوية او بالقدرات البشرية المصنعة او القيادات التي تعمل على رفع المستوى القتالي في العمل المقاوم وخاصة في الداخل الفلسطيني، حيث بلغت القدرات التنظيمية المقاومة حدود التهديد الفعلي والمؤثر، وأصبحت تشكل خطرًا كبيرً أمام جيش العدو، ناهيك عن الإرادة المقاومة العالية التي تجسدت داخل نفوس أفراد شعبنا البطل.

إنّ تلك الأفعال ومع ما يمتلك عدونا من وسائل تقنية حديثة تحتاج الى شبكات تجسس وعملاء لتحقيق هدفها المنشود، وتنشط تلك الشبكات بشكل كبير للمراقبة والخرق والاستطلاع والمتابعة والاغتيال، وما كان يكتب لتلك الأعمال بالنجاح دون تلك النماذج القذرة والخطيرة والرخيصة التي باعت وطنها وشرفها ومعتقدها خدمة للعدو مقابل حفنة قليلة من المال والوعود وغيرها.

ايها القوميون

علينا دور كبير في مواجهة تلك النماذج العميلة الساقطة التي تتغلغل في مجتمعنا وتمعن في ضرب عوامل قوتنا وتهدد أمننا وجيشنا ومقاومتنا، فلا تتخلوا عن دوركم ولا تعطوا الفرصة للعدو للإمعان في تنفيذ مخططاته التجنيدية للعملاء، وليقم كل منا بتحصين نفسه ومحيطه لقطع الطريق على ذلك، ولا تستسهلوا أصغر التفاصيل والمغريات والنزوات والمساعدات وما شابه لأنّ الخطوة الأولى تكون الورطة التي من خلالها يتحكم المشغل بالعميل.

إنّ السهولة التي تحكم عمل عدونا في تجنيد العملاء نتيجة ظروف متعددة أبرزها الضرر الكبير الذي حدث في مجتمعنا جراء الحرب على شامنا وما نتج عنها من خلل بنيوي في ثقافة الفرد وضعف في مؤسسات وموارد الدولة إضافة للضائقة الاقتصادية الخطيرة التي يعاني منها شعبنا بعد الحصار الكبير الذي خلفه قانون قيصر للإمعان في إسقاط كل الموارد الإنتاجية وبالتالي الإطباق على مجتمعنا وتفتيته وإخضاعه.

ايها القوميون

كونوا العين اليقظة التي لا يفوتها شيئ واقطعوا الفرص على العملاء حيث تستطيعون، وتيقنوا أنّ كل فعل شبهة وعمالة هو بمثابة احتلال الأرض ولا يقل دوره أو شأنه عن عدونا الوجودي، قاتلوهم بإرادتكم الصلبة وحصانتكم المنيعة ووطنيتكم الغالية، فحربنا هذه شاقة ومسارها طويل لكنها منتصرة بفضل عزيمة المقاومين الشرفاء الذين نذروا أنفسهم خدمة لقضيتنا ورفعة لأمّتنا.