دراما رمضان.. منافسة حادة بين القنوات المحلية

دراما رمضان.. منافسة حادة بين القنوات المحلية

أيام قليلة تفصلنا عن بدء شهر رمضان، والذي تبدأ معه المنافسة الشرسة بين القنوات التلفزيونية المحلية والعربية، من خلال الأعمال الدرامية التي تعرضها على شاشتها، متسلحة بأسماء ممثلين معروفين ويملكون قاعدة جماهيرية عالية، وباذلة أقصى جهودها لكسب أكبر عدد من المتابعين وتحقيق نسبة مشاهدة عالية، تخوّلها التفوّق على نظيراتها والتباهي في نهاية الشهر الفضيل بحصولها على أعلى نسبة مشاهدة من الجمهور، واحتلال مسلسلاتها المراكز الأولى، مع الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي والحملات الترويجية للوصول الى أكبر عدد من المتابعين.

خطوة قد يعتبرها البعض “ذكية”، اعتمدتها “قناة الجديد”، حيث عمدت إلى بدء عرض المسلسل الرمضاني “عشرة عمر” قبل أسبوع من حلول شهر رمضان، حيث تلعب دور البطولة في العمل الفنانة اللبنانية ماريتا الحلاني والممثل اللبناني جو صادر، إلى جانب نخبة من أهم نجوم التمثيل في لبنان، وهو من إنتاج “مروى غروب” لصاحبها المنتج مروان حداد.

ربما راهنت “قناة الجديد” على قدرتها على جذب المشاهدين من خلال عرض حلقات متتالية من المسلسل قبل بدء القنوات الأخرى بعرض مسلسلاتها الرمضانية، فتأسرهم بذلك ليتعلّق المتابع بأحداث العمل ويتشوّق لمعرفة ما تخبئه الحلقات المقبلة من مفاجآت، فيتجاهل باقي المسلسلات على قنوات أخرى، والتي تُعرض في التوقيت عينه بهدف زيادة المنافسة بينها.

ولكن رغم تلك “الخطوة الذكية”، إلا أنه يبدو أنّ قناة الجديد قد تناست ضخامة الأعمال الدرامية التي تعد قنوات أخرى في عرضها، لا سيما الأعمال اللبنانية العربية المشتركة، والتي تتضمن أسماءً من أهم نجوم العالم العربي على غرار نادين نسيب نجيم وقصي خولي وماغي بو غصن ودانييلا رحمة ومعتصم النهار وعابد فهد وغيرهم، والذين بطبيعة الحال يملكون قاعدة جماهيرية كبيرة وجمهور من كافة الدول العربية يتابعهم وينتظر إطالاتهم بشغف، وهو مستعد لانتظار بدء عرض مسلسلاتهم مهما حاولت قنوات أخرى جذبه إليها بأعمال جديدة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فمسلسل “للموت” من بطولة دانييلا رحمة وماغي بو غصن وغيرهما، ومن كتابة ندين جابر وإخراج فيليب أسمر وإنتاج “ايغيل فيلمز” لصاحبها المنتج جمال سنان، من المنتظر بدء عرض جزئه الثالث مع بداية شهر رمضان المبارك، بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزئين الأول والثاني وتعلّق الجمهور بأحداثه وأبطاله بشكل واسع، فهو من الطبيعي أن ينافس وبشدة باقي الأعمال، نظرًا لطبيعة البشر “الحشرية” لمعرفة ما ستحمله الأحداث الجديدة من مفاجآت وكيف ستتغير شخصيات العمل التي تعلّق بها المشاهد إلى أقصى حد، لذا نجد أن مهمة قناة الـMTV التي ستعرض المسلسل ليست صعبة، كونها مطمئنة بأنها قادرة على جذب أكبر عدد من المشاهدين لمتابعة العمل وبالتالي تحقيق نسبة مشاهدة عالية.

بدورها أيضًا قناة الـLBCI، متسلحة بعمل درامي لبناني عربي مشترك جديد، يحمل اسم “النار بالنار” وهو من بطولة الممثل السوري عابد فهد والممثلة اللبنانية زينة كي ونخبة من أهم نجوم التمثيل بين لبنان وسوريا، وقد باشرت قناة الـLBCI بعرض الإعلان الترويجي للمسلسل على شاشتها ومختلف المنصات التابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف جذب الجمهور لمتابعة العمل.

وناهيك عن الإعلانات الترويجية والحملات التي تقيمها المؤسسات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للأعمال الدرامية التي تنوي عرضها، تعمد هذه القنوات إلى استضافة أبطال العمل في برامجها الحوارية الفنية، للحديث أكثر عن دورهم وتشويق الجمهور وحثّه على متابعة المسلسل، ما يزيد أيضًا من المنافسة، إلّا أنّ الخيار الأول والأخير يبقى للمشاهد الذي لا يمكن أن يُفرض عليه أي عمل، وهو يملك الحرية باختيار القناة والمسلسل الذي يرغب بمشاهدته.

وفي ظل هذه المنافسة الشرسة بين القنوات، والأعمال الدرامية المختلفة التي ستبصر النور قريبًا مع بداية شهر رمضان، يبقى السؤال الأبرز حول مضمون تلك الأعمال والتي يتمحور معظمها حول الشر والانتقام والموت والقتل، وهي أمور بعيدة كل البعد عن القيم والعادات المبتغى نشرها، فإلى متى؟!