الخطة المعاكسة مطرقة لتحطيم قلعة الشطرنج الصهيونية

الخطة المعاكسة مطرقة لتحطيم قلعة الشطرنج الصهيونية

حجر رقعة الشطرنج بدأ بالانهيار و”اسرائيل” تتجرع من نفس السم الذي اذاقته لشعوب العالم العربي بما يسمى”بالربيع العربي” والآن نستطيع القول ان الربيع قد اشرق في سماء الاسطورة اليهودية ليمحي ظلها بعدما وقعت ضحية لانتصاراتها الدموية اللانسانية واكذوبة التاريخ المزور واحلام وهواجس رجل حاول أن يتحدى الجبابرة .
ان نجاح الحركة الصهيونية في احتلال فلسطين لم يحقق الهدف الرئيسي الذي سعت إليه الحركة الصهيونية بخلق أمة يهودية وحالة من التماسك وصهر المجتمع في منظومة موحدة القومية ، رغم القوة والضغط التي مارسته ،لان “المجتمع الاسرائيلي” مصطنع لايجمعه الا افكار ظلامية اجرامية مبنية على الاغتصاب والعدوان وتشكيل عصابات قائمة على قتل الاغيار وممارسة العنصرية والتمييز حتى فيما بينهم.
ان معضلة الدمج في “المجتمع الاسرائيلي” ليس تعبيراً عن تعددية ثقافية يمكن تجاوزها مع الزمن بل هي هوة بين مكونات متعددة الهويات والقوميات والاعراق، و صراعات فكرية، وعداء مستمر بين الاحزاب الدينية الشرقية والغربية والوسطية وبين المدنيين والمتدينين، وسيظل الشعور بعدم الانتماء إلى المنطقة ينهش مجتمعاً قائماً على الخرافة (خرافة شعب الله المختار) والبرهان هجرة مليون يهودي من الاراضي المحتلة من اصل 6مليون والاعداد بتزايد كل سنة.
ومنذ تأسيس الكيان الزائل ولولا تقاعس والخيانة العربية لما استمر هذا الكيان لهذه اللحظة، وما التطبيع مع بعض الحكومات العربية الا سبيل هامشي لايعول عليه ولن يكون سوى ستار شفاف وممزق لتغطية الصورة الحقيقية القاتمة والفشل والانهزام الذي تكبده الكيان بفعل محور المقاومة وصمودها في كل من سوريا وفلسطين وتصاعد العمليات للنوعية للمقاومة الفلسطينية بعد خروجها من كنف ووصاية الفصائل والسلطة الفلسطينية واتباعها نمطا جديدا في الاسلوب والنوعية ،ونشوء جيل جديد بعقلية جديدة رافض للحلول السياسية والاتفاقيات الوهمية والتسويات ،كما حصل في الاتفاقيات التي فرضت في قمة العقبة التي لم يستطع الكيان من خلالها للوصول إلى تسوية حل الخلاف وتهدئة الوضع الداخلي ، فقد ولدت تلك القمة ميتة بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية التي جعلت المؤسسة الامنية عاجزة عن طمأنة المستوطنين الذين دبت حالة الرعب والقلق وعدم الاستقرارفيما بينهم رغم كل الاجراءات التي اتخذتها حكومة نتنياهو دون جدوى مما ادى لظهور الخلافات الداخلية للعلن فتصاعدت الاحتجاجات ووصل عدد المتظاهرون لربع مليون متظاهر ، حتى الاسرائيليون المقيمون في الخارج كأيطاليا على سبيل المثال ، خرجوا للشارع ضد حكومة نتنياهو وضد التعديلات القضائية ،وقد هدد منظمي الاحتجاج بقطع وعرقلة الاعمال ضمن اطار ماسموه “يوم المعارضة ضد الدكتاتورية ” وتوجه قادة سلاح الجو بارسال طلب لرئيس الحكومة و “وزير الامن” لوقف اجراءات التشريع في التعديلات القضائية وايجاد حل للوضع القائم ،وهدد طيارون اسرائيليون بوقف التطوع في خدمة الاحتياط ورفض 37طيار احتياط الذهاب للتدريب وغير مستعدين لخدمة نظام ديكتاتوري ،وكما ان العديد من الضباط والجنود الاحتياط في مختلف الاجهزة الامنية رفضوا اداء مهامهم وخدمتهم العسكرية وبذلك يكون جيش الاحتياط خارج اطار الطاعة للقيادة العسكرية مما يشكل خطرا على “الامن القومي الاسرائيلي” ويتنامى احتمال وصول الامور الى حرب اهلية وتداعيات أمنية مختلفة .
ان المقاومة وحدها القادرة على تعميق ازمة الكيان والاسراع في انهائه ،وان تصدع قلعة العدو المحصنة جاء نتيجة لصمود المقاومة وعملياتها النوعية في عمق الكيان الصهيوني والانكسارات المتلاحقة امام محور المقاومة في سوريا ولبنان ،نحن اليوم أمام فرصة تاريخية حيث يشهد المجتمع الصهيوني سلسلة من الانهيارات ، على المقاومة والدول الداعمة لها انتهازها واستغلالها بالشكل الامثل فلربما لن يمن علينا التاريخ بغيرها ،واي تقاعس منها أو مماطلة سيكلف شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة سنوات اضافية من الاحتلال والازمات.
لذلك لابد من وضع خطة نظامية معاكسة تتوحد وتتكامل بها جهود قوى المقاومة في كافة كيانات الامة تستمر بالنضال حتى انهاء الكيان الزائل.