صوت سعاده

أدركت فرنسة أن الحركة السورية القومية قوة وأنها حركة تشعر وتعلم انها قوة. فماذا يمكن هذه القوة الواعية، المبصرة، الفاهمة ان تفعل في ظروف التقلبات السياسية والحربية المقبلة؟

ان الجواب على هذا السؤال عسير، فليس في مقدور انسان أن يعلم ماذا تتمكن قوة مبدعة من فعله في حالة توضع فيها مقدرات الأمم بين الوجود والعدم هذا ما أدركته فرنسة وبريطانية في صدد النهضة السورية القومية فرأتا أن تحتاطا لإنقاذ أقل قيمة لمصالحهما في الشرق الأدنى، أي بالعمل لتأمين أقل نصيب ممكن فحددت بريطانية نصيبها في جنوب سورية بإيجاد حالة توازن بين السوريين واليهود الذين جاءت بهم من آفاق الدنيا تسمح لهم بالتسلط وبإنشاء موانئ حربية في شواطئ الجنوب تؤمن مواصلاتها الإمبراطورية وحددت فرنسة نصيبها بالاحتفاظ بالمنطقة الساحلية الجبلية من سورية وهي منطقة لبنان _ العلويين ليظل لها مركز امبراطوري في الشرق الأدنى وبإنشاء موانئ حربية ومطارات تؤمن هذا البقاء الذي أعلن الجنرال غورو انه “أبدي” وأعلن بونه بمناسبة تسليم لواء الاسكندرونة الى تركية انه “الصفة الدائمة لمصالح فرنسة في الشرق الأدنى”. واتفقت سياسة الامبراطوريتين على اشراك تركية بتأمين هذه “الصفة الدائمة” لمصالحها في سورية.

رمت فرنسة منذ البدء، الى تطويق شمال سورية تطويقاً يعزلها عن مجرى شؤون العالم، كما رمت بريطانية الى عزل جنوب سورية عن مجرى شؤون العالم.

سورية الجديدة، العدد 24 في 13 اب 1939 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *