يا ظلَّ وحشِ القهرِ
تعثو في الدّيارِ مُدجّجَاً
عربد كما تبغي….
وحاصر وانطلق
متلبِّساً جلد السّعار
……….
انفث حديداً سحَّ نارا
لا تبالِ الدمع في عين الكبار
دم الصّغار…. أفنِ النّضار
لك العار وغابات احتقار
……..
يا أيّها العارُ الذي ائتظَر الرَّدى
حِممَ المهالك حَطَّ أرسى واستدارَ
اِبنِ الجدار…. اُهدم ديارًا
وأحرق كيفما تبغي
وشرّدْ باقتدار
حيث تهوي الانحدار
……….
اُردُمْ حصونَ الصَّابرين
اِبذر جماراً في زروع اليتمِ
وازعق باللّظى والموت
في كلِّ الجهات
لا الجوُّ لك…. ولا البرُّ لك……
والبحرُ ليس لك….. ولا الحدُّ لك….
لكنّما التّدميرُ لك……
إبليسُ أنت…….
من عالمِ الأشرارِ جئت
الإفكٌ لك…. وسيرجمك
الحقّ ويمحو كلّ عار!!
…….
أحرقْ نجوم الليل من وجه الحياة….
واطوِ النّهار…..
أرسِ المآسي في المسار
اِصفع مع الأزهار …..
أفراخ الكنارِ…….
براءة الصِّغارِ….
وأفراح السنابل والزيتونِ
بالدِّماءِ أغرقْتَ أبراج الحمائم
والأرض الدَّمار!
………
اقتُل كلّما يحلو لكَ القتلُ
يا عدوَّ الشّمس والأنوارِ
سمّم زرعنا…. ثقْ لن يموت
فينا عزمٌ…. لن نترك هذي الدّيار
…………
حقِّق هناك الشّمس تكسو الليلَ
في لجِّ البحار…..
اُنظر….. هنا عُرس السَّنابلِ بين الرّدم جلّله الجلّنار
هبَّت للثأرِ….. في أشواكِه لجبروتك اندثارٍ
وسيغنّي النهار!!
…………….
الفجرُ يرنو من عيون الطّفل
في رحْم الحياةِ
يكاغي للتّين…. للزّيتون
لأفراخِ اليمام…تزقزقُ في ذُراه
تمعن في المدار
لا الليلُ يبقى الليلَ
ولا جمرُ الغضَى…. رام الضُّحى
……………
أنظر هنا…… أنظر هناك….
وأينَ أنت….
واشرب من مَرَار
الليلُ غشَّاه الصَّرارُ
والغاب يجثو تحت نعلِ الرعدِ
من نورٍ ونار
……………
يا للجذور استَنفَرت
ترنو بأحداق انبلاج النَّور
بأهدابِ غار للنّهار.
عشتار

