لماذا عماد؟

أيها القوميون
إن مسيرة المقاومة ليست محصورة بجهة واحدة او حق حصري لحزب ما، فهي نهج وإرادة يسلكهما كل بطل وصاحب مبدأ وانتماء لأرضه ووطنه، هي هدف يبلغه الاقوياء وخيار يثابر عليه الأشداء وقدر لا مفر منه إلا بتحقيق الغاية بالتحرير والنصر.
لقد انتمينا الى مدرسة سعاده التي علمتنا الكثير وغرست في داخلنا وقفات العز ومفهوم البطولة والشجاعة، وخرجت ابطالً وشهداء لقنوا الاعداء دروسا موجعة وكسروا جبروته وسطروا ملاحم العز والشرف على تراب الوطن فأضحى للحياة أبناء ما هادنوا ولا استكانوا ومستمرون على هذا الدرب الشاق الذي لا سبيل ولا مفر منه إلا برفع راية الحق عالياً فوق كل حبة من تراب وطننا المسلوب.

ايها القوميون
إن فكرة المقاومة موجودة داخل كل نفس سورية وفي كل منزل من ابناء شعبنا الاحرار، وما اقتصرت يوماً على حزبنا او أية جهة أُخرى، فالتكامل هو سيد الموقف والداء الوحيد لهذا العدو الغاشم توحيد الجهد القتالي لانه المدماك الذي يبنى عليه جدار استعادة الحقوق وتثبيت ارادتنا بتقرير مصيرنا لا كما يشتهي الاخرون، والتنافس هو حق طبيعي في هذا المجال والتمايز فكرة لا تلغي الآخر بل تحث كل القوى على تقديم الافضل.
ومنذ سنين وحتى يومنا هذا عاصرنا رجال ابطال قدموا كل شيء في سبيل القضية التي آمنوا بها وعملوا لها، تبدأ بحسين البنا كأول شهيد قومي في الصراع مع اليهود وتمر بقافلة كبيرة من كوكبة الشهداء ولا تنتهي مع البطل عماد مغنية صاحب الذكرى في هذا الشهر الذي أحيينا اليوم ذكراه كما كل سنة بلفتة من حزبنا لما قدمه هذا الشهيد من اعمال بطولية صنعت المجد وغيرت مجريات مهمة في عمليات المواجهة مع المغتصب المحتل.

هو العماد الذي أذل جيوش العدو المحتلة وأذاقهم مر الهزيمة هو الذي ما استكان لا ليلا ولا نهارا حتى حول المقاومة الى قوة حقيقية ونقصد بالمقاومة كل الفئات من فلسطينية الى اسلامية ووطنية وغيرها من حركات التحرر، ووصلت افعاله الى كل الساحات وقدم كل الامكانات اللازمة لجميع القوى ومنها حزبنا حيث عمل عماد على ملء فراغات خطيرة وقاتلة احدثتها قيادات سابقة داخل جسمنا، حرفته عن خط المقاومة وحولته الى اطار يخدم مشاريع سياسية مشبوهة.
وعندما يتساءل البعض لماذا عماد؟ نقول له لانه آمن بفلسطين المسألة الاساسية في حزبنا اكثر من البعض لدينا الذي تمنطق بربطات العنق واغرته ملذات الدنيا في وقت انصرف رفقاء عماد عن تلك الملذات الى دنيا الجهاد والقتال.

انه عماد المقاومة ورضوانها الذي آمن ان الروح التي تقاتل فينا فكانت الارادة التي لا تقهر وهو سلك درباً عبّده نبيل العلم وحبيب الشرتوني ووجدي وسناء ومحمد وخالد واحمد وفتحي وهادي حينما تخلى عنه الكثيرون واولهم المنظرون الذي يؤلمهم مشهد التكامل بين قوى المقاومة.

ايها القوميون
ارادتكم بالمقاومة هي القرار والخيار والقدر ودربكم هو درب الجلجلة وحقيقة قضيتنا هي داخل كل بطل شريف فينا.
هي ارادة قومية فاعلة تريد الانتصار وتجهد لتحقيقه بالفعل لا بالتمني.
كونوا الى جانب كل مقاوم حر مؤمن بدحر كل محتل ولا تتلهوا بصغائر الامور واعملوا بصمت ودعوا بطولاتكم تتكلم عن حقيقتكم وطهر افعالكم.