تبرعات الفنانين لمتضرري الزلزال.. مزايدات إعلامية وفرصة جديدة لتصدّر الترند؟!

تبرعات الفنانين لمتضرري الزلزال.. مزايدات إعلامية وفرصة جديدة لتصدّر الترند؟!

خبر الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري، وقع كالصاعقة على شعوب بلادنا خصوصًا أنه أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح، حيث سقط آلاف الشهداء والجرحى، بينما لا يزال عدد كبير من الأشخاص تحت الأنقاض.

أربعون ثانية فجر الأحد – الإثنين الماضي، كانت كفيلة بأن تقلب المشهد رأسًا على عقب. أربعون ثانية جعلت الجميع يقدّر نعمة الحياة التي كُتبت له من جديد، بينما خسر الآلاف حياتهم وبات البعض بلا مأوى بعد أن تهدّمت المنازل فوق رؤوس قاطنيها، في مشهد يُبكي البشر والحجر.

وفور انتشار الخبر، بدأت المساعدات تتوالى إلى تركيا، من فرق إسعاف وإنقاذ وغيرها، خصوصًا أن الزلزال كان قويًا، بينما لم تنعم سوريا بداية بالاهتمام نفسه إلا من جهات قليلة، نظرًا للحصار والعقوبات الأميركية التي تهوّل بها الولايات المتحدة، ما جعل عددًا كبيرًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدًا النجوم والمشاهير السوريين والعرب، يوحّدون وسم “ارفعوا العقوبات عن سوريا”، و”ارفعوا الحصار عن سوريا”، محاولين ايصال الصوت لنجدة أبناء هذا البلد المنكوب.

من جهة أخرى، حملات جمّة أطلقها عدد من النجوم والمشاهير لجمع التبرعات والمساعدات المالية والعينية لأبناء سوريا المتضررين من الزلزال، فتهافت الكثيرون لتقديم ما أمكن من مأكل وملبس وحتى مأوى، إذ تبرّع البعض بالمواد الغذائية وآخرون بالملابس، كما فتح عدد كبير بيوته للعائلات التي هدم الزلزال منزلها.

وعلى خط موازٍ، عمد عدد من النجوم اللبنانيين والسوريين، إلى إلغاء حفلاتهم التي كانت مقررة في سوريا ولبنان ودبي وغيرها من الدول، بمناسبة عيد الحب، وذلك نظرًا للظروف القاهرة التي تمر بها سوريا، أبرزهم هاني شاكر، مايا دياب، ملحم زين، محمد المجذوب، ناصيف زيتون وغيرهم، في حين فضّل البعض إحياء تلك الحفلات ليعود ريعها إلى المتضررين جرّاء الزلزال، محاولين بتلك الخطوات المساهمة قدر الإمكان في مساعدة المزيد من العائلات.

الأمر لم يقتصر على هذه المساعدات فحسب، إنما قام عدد كبير من الفنانين والنجوم السوريين والعرب بالتبرع بمبالغ مالية ضخمة للمتضررين في سوريا، الا أن الموضوع بات لاحقًا أشبه بمزاد علني، يتسابق فيه النجوم لتصدر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الكشف عن قيمة المبالغ التي تبرعوا بها.

ربّما قصد البعض المساعدة فحسب، إنما وفي هكذا وضع استثنائي محزن، كان من الأجدى بهؤلاء عدم الإفصاح عن تلك المبالغ ولا حتى عن خبر التبرع، بل ترك الأمر محصورًا بينهم وبين الجهات المعنية، خصوصًا اذا كانت النية المساعدة، بعيدًا عن المزايدات و”الضجة الاعلامية”.