الكيان اللبناني
س – كيف توفقون بين عقيدتكم القومية واحترام الكيان اللبناني؟
ج – إن عقيدتنا القومية شيء اجتماعي والكيان اللبناني شيء سياسي، ونحن لا نخلط بين الاثنين، فإذا كانت المصلحة أو الظروف السياسية اقتضت إنشاء الكيان اللبناني، فالمسألة من هذا الوجه تبقى مسألة سياسية بحت، ولا وجه لإحلال المسألة السياسية محل القضية القومية. ولذلك فالذين يظنون الحزب السوري القومي حزباً وجد لمجرد المطالبة بالوحدة السورية يخطئون أو يغلطون، أو يسيئون فهم قضية الحزب السوري القومي الاجتماعي، والذين يهولون على غلاة اللبنانيين بالقول إن الحزب يريد «ضم لبنان إلى الشام» يؤولون القصد ويريدون بث دعاوة خبيثة. فالحزب لا يقول بالضم أو الفصل، بل يعمل للوحدة القومية وجعل الأساس القومي محل الأساس الديني، ونزع فكرة الحكم على أساس المذهب، فيكون الكل سوريين قوميين، لا أكثرية إسلامية ولا أقلية مسيحية، كما يريد ذوو الغرض إيهام الناس أنه النتيجة الوحيدة لفكرة الحزب السوري القومي.
إن الحزب لم ينشأ لتحقيق رغبات الذين لهم في الوحدة السياسية المستعجلة أغراض تتستر وراء المصلحة القومية. ولا للقول ببقاء حالة معينة تستفيد منها فئة من الناس. بل أنشئ الحزب السوري القومي ليعمل على تطوير حالة المجتمع وتوحيد العقائد في عقيدة واحدة هي العقيدة القومية، التي لا عقيدة غيرها تكفل زوال النظريات الخصوصية وتضمن توحيد الشعور والاتجاه.
وما الفائدة من الوحدة السياسية المستعجلة على غير أساس الوحدة القومية؟ وهل يمكننا أن نتصور وحدة سياسية على أساس بقاء الأمة أقواماً دينية متضاربة المصالح متنافرة الغايات؟
إننا نهضة قومية أكثر منا حزباً سياسياً والنظرة القومية هي التي تملي علينا سياستنا.
سعاده في حديث لجريدة النهضة 1937