من معاني يوم الفداء

الثامن من تموز 1949 كان قمة الوعي عند أعداء أمتنا، وقمة الخيانة عند أنظمتنا. لذلك تآمروا عليك وأعدموك، لأنك أصبحت تشكل خطراً على مشاريعهم، التي تقودها السفارات الأجنبية وأجهزة مخابراتها لتنفيذ وعد بلفور ومعاهدة سايكس بيكو فكان الساسة في بلادنا خدما عند تلك الدوائر، وأرقاما لدى استخباراتها. هؤلاء الساسة هم ذاتهم من خربوا ونهبوا بلادنا ونشروا الفساد بها، ودعموا وأسسوا كل الحركات الطائفية والمذهبية والإقطاعية والتكفيرية وشوهوا حضارتنا وهويتنا

واستعبدوا مواطنينا.

هؤلاء أنفسهم نفذوا الخطة الصهيونية، وأعدموا من وضع الخطة النظامية القومية المعاكسة لها. سيبقى دم الثامن من تموز لعنة على هؤلاء الخونة، وهذا الدم سينتصر على السيف لا محال على كل من خان ورضخ وتهاون في معركة انتصار مفاهيم سعاده، وفي معركة المصير القومي.

 هم ماتوا يا زعيمي، اما أنت فما زلت تخاطب الأجيال وتجيب على أسئلة ومشاكل العصر التي تواجهها. لقد وضعت البوصلة وفكرك هو القبطان الذي يقود السفينة في وجه العواصف والأمواج العاتية من اجل الانتصار وتحقيق الهدف الذي وضعته لنا.

لذلك في الثامن من تموز من كل عام نضع الورود على ضريحك وأضرحة الشهداء لنؤكد أن دماء الثامن من تموز سوف تزهر اشبالا وأبطالا وقادة يؤمنون بقيم الثورة القومية الاجتماعية الأولى، التي تبعها اغتيال جسد قائدها. هذه الثورة التي لو قدر لها أن تنجح لكنا أمة رائدة بين الأمم وكانت الحياة فيها من أرقى وأرفع مستويات الحياة في العالم.

وفاء لدماء شهيد الثامن من تموز نؤكد على العمل كما قال لنا بأن،” نهاجم بالفكر والروح نهاجم بالأعمال والأفعال أيضا نهاجم الأوضاع الفاسدة القائمة التي تمنع أمتنا من النمو ومن استعمال نشاطها وقوتها، نهاجم المفاسد الاجتماعية والروحية والسياسية نهاجم الحزبيات الدينية، نهاجم الإقطاع المتحكم بالفلاحين، نهاجم الرأسمالية الفردية الطاغية، نهاجم العقليات المتحجرة المتجمدة “. الوفاء لسعادة هو بوضع الخطة والخطوط العريضة للقيام بهذه المعركة، وأن جردة الحساب مطلوبة لكل ما قمنا به وللإنجازات التي حققناها بمواجهة تلك المفاسد.

لأجل كل هذا نطال جميع القوميين الاجتماعيين بالعودة إلى حزب سعاده،وصيانة مؤسساته من اجل تعزيز حالنا في ساحة الصراع لمواجهة التنين الذي يلتف على عنق أمتنا ومواجهة  الفاسدين والأنانيين وأصحاب المشاريع الخصوصية جميعهم الذين حرفوا بوصلة النضال،وأوقعونا في فخ المصالح الذاتية ،وأدخلونا في زواريب السلطات القائمة ومغانمها.

د. وليد عازار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *