يا زعيمي.
كنت أودّ، في هذه اللحظات الخالدة، من عمر الزمن، لو أقف أمامك منتصبا، ويدي إلى أعلى مرتفعة زاوية قائمة، تحيي استشهادك، لتحي سورية.
يا زعيمي.
أشعر، الأن، بشوق عظيم يشدّني إلى السجود، على رمل الشهادة أفتّش عن الرصاصات التي أطلقت عليك، لأصنع منها أبراج سلام منارة لمجد سورية، ولأذخّر بها جيشا يصنع بقوته القضاء والقدر لعزّ الأمة ومجدها.
يا زعيمي.
أيّة سعادة هي أكبر وأعظم، من أن أكون، جنديا، في صفوف نهضتك، يحمل على جبينه جراح أمته، وتتفجّر في شرايينه دماء الشهداء والاستشهاديين، ويرتفع بقوّة الزوبعة، وأخلاق الأحرار: ثائرا يخطّ لأمته آيات النصر، أو يسقط شهيدا معمّدا بدماء تمّوز الزكية.
يا زعيمي.
بي رغبة جامحة، في هذا الفجر التموزي، أن أبني بيوتا وقصورا وطائرات ودبابات وبوارج من رمل بيروت، حيث نصب الطغاة عامودا وأوثقوا يديك الجبارتين عليه، كي أفكّ قيود شعبي وأطلقها حرّة مع فجر تموزيّ جديد، حيث أنوار الشمس لا تغيب.
يا زعيمي.
رغبتي أعظم، في هذا الفجرالجديد، أن أحوّل قطرات دمائك الطاهرة، إلى جداول نور تنبت جحافل من الأشبال والزهرات والأبطال، تخطّ في جبين الشمس آيات النصر والخلود لسورية والوفاء لك يا زعيمي.
يا زعيمي.
لو لم أكن أنا نفسي، لأردت أن أكون رصاصة في قلمك، ونغما في لغمك، وبسمة بطولة في جرحك، وفرحة كبيرة في دمعتك، وأملا في ألمك، وبطولة مؤيدة بصحة العقيدة في صفوف نهضتك.
يا زعيمي.
لقد تحققت، في هذه اللحظات، رغباتي وأحلامي، وأشعر الأن، أنّني أقف حقا أمامك شبلا قويا، يرى على وجهك بسمة العزّ والأمل، وصوتك يدويّ : لقد ربحنا الأشبال، فربحنا معركة العقائد، ومعركة المصير القومي كلّه .
يا زعيمي
يا زعيمي، يا فتى الربيع، يا منارة الاستشهاد، يا قائدا: ” لأبناء الغدّ، نادتهم الحياة، هم فجر الغدّ، هم طائفة قليلة العدد، بين طوائف كثُر عددها، يعرفون بعضهم، ومثل قمم عالية يرى واحدهم الآخر ويسمع نداءه ويناجيه، هم النواة التي طرحها الله في حقله، فشقت قشرتها بعزم لبابها، وتمايلت أمام وجه الشمس، ونمت شجرة عظمى، امتدت عروقها إلى قلب الأرض، وتصاعدت فروعها إلى أعماق الفضاء” (جبران خيل جبران).
يا زعيمي
وينبثق من هذا الليل الطويل، فجر تمّوزي جديد، ونحن على العهد، كنّا ونبقى أبناء الغدّ، نحمل مشعال الزوبعة، ونسير على خطاك نحو النصر الذي لا مفرّ لنا منه. وسواء أفهمونا أم أساءوا فهمنا، فإننا سنعمل للحياة ولن نتخلى عنها
بهذا الايمان نحن من نحن، وبهذا الايمان نحن ما سنكون سيظل هتافنا يدويّ: تحيا سورية ويحيا سعادة