إن الحق القومي لا يكون حقاً في معترك الأمم إلا بمقدار ما يدعمه من قوة الأمة. فالقوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره.
نستعد للثبات في تنازع البقاء والتفوق في الحياة وسيكون البقاء والتفوق نصيبنا.
إن اعتمادنا في نيل حقوقنا والدفاع عن مصالحنا على قوتنا. نحن
لذلك كان اتجاهنا نحو إنشاء قوة مادية قوتنا النفسية، قوتنا النفسية العظيمة أو الفكرية الشعورية. أمراً يدل على أننا نرفض قبول الحالات التي لا تطيقها نفوسنا الحرة الأبية. نرفض أن ننال أقل ما يكتبه الله أو يريده بالذين يعملون بالمواهب التي أعطاهم.
إذا كانت لنا طلبات ورغبات في الحياة يجب أن تكون لنا إرادة قادرة على تحقيق المطالب ويجب أن تكون لنا القوة اللازمة لتحقيق تلك المطالب.
لا يعني ذلك أنه يجب أن نجهل ونركب الجهل في رؤوسنا، أن نعتز بالقوة، لكنه يعني أيضاً، إلى حد أن نحتقر القوة.
لا مفر لنا من التقدم إلى حمل أعباء الحياة إذا كنا نريد البقاء. فإذا رفضنا البقاء عطلنا الفكر والعقل. عطلنا الإرادة، عطلنا التمييز وأنزلنا قيمة الإنسان إلى قيمة الحيوان.
المحاضرة التاسعة آذار 1948