دون أي أفق يسعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لخرق الجمود الكبير في مسألة الرئاسة. حتى الساعة تفيد معلومات “صباح الخير البناء” أنّ كل من حزب الله وحركة أمل يرفضان مبدأ البحث بأي اسم آخر غير اسم الوزير السابق سليمان فرنجية، دون أن يعني ذلك رفضهما لمبدأ الحوار من أساسه. مسعى جنبلاط تجسّد بلقاءات عدّة لم تفرز أي جديد. في هذا الإطار تشير المعلومات أن نَفَس جنبلاط الوسطي الحواري هدفه في الأساس تمرير الوقت وتليين الخلافات، لا سيما ما يسعى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لتظهيره على أنّه “تسلّط على حق المسيحيين باختيار رئيس الجمهورية”.
خطوة جنبلاط هذه تؤيده فيها عين التينة وحارة حريك، كون انتقال الأزمة من أزمة فراغ إلى مواجهة طائفية هو آخر ما يريدانه في هذا الوقت تحديدًا.
وفي هذا السياق قد ينجح جنبلاط أو يفشل في دفع الجميع نحو مناقشة فكرة ايجاد اسمٍ ثالثٍ غير فرنجية المرفوض من باسيل، وقائد الجيش المرفوض من الثنائي، ولكن الأكيد أن تخلّيه عن تبنّي ترشيح النائب ميشال معوّض ما هو سوى تمهيد لانتقاله من ضفّةٍ خاسرة إلى ضفّة الثنائي، مرورًا بمرحلة طويلة من مساعي تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء.
لا يريد جنبلاط بالطبع أن يُرمى في حضن الحزب أبدًا، ولكنه بالطبع أيضًا لا يسعى إلى مواجهته. ومن هنا ينطلق بمسعاه الاستكشافي الوسطي، فإن كانت بعض الدول الإقليمية الصديقة لجنبلاط غير ممانعة باسم فرنجية سيتبناه بنهاية المطاف هو ما لم يتّضح بعد، يجزم مصدر في الثامن من آذار. ولكن إن لمس جنبلاط العكس، سيسعى لإيجاد اسم ثالث بالتوافق مع بكركي وباسيل انطلاقًا من فكرة رفض أكبر كتلتين “مسيحيتين” لاسم فرنجية وحرصه شخصيًا على مبدأ الشراكة، وهنا يكون قد خرج رابحًا ممهدًا ليكون صديق العهد المقبل مهما كان شكله.
هذا وينقل مصدر سياسي عن جنبلاط اعتقاده أن اسم فرنجية ليس من ضمن الأسماء المرفوضة عربيًا وكذلك في العواصم الغربية، وهو ما يفسّر بقاء القوات اللبنانية خارج لعبة توحيد “الرفض المسيحي” ما قد يدفع الثنائي الى إعادة التفكير في تبنّي ترشيح رئيس المردة!