ليست المرة الاولى التي يقوم بها الغرب باستباحة هذه المنطقة من اجل تأمين مصالحه، أو ما عرفته شعوب الأرض بالاستعمار. قبل الاتفاق على توزيع الحصص قبيل سقوط السلطنة حاول نابليون عبر احتلاله لمصر اخراج الإنكليز من اللعبة وكان اول من ابتدع فكرة جلب يهود أوروبا إلى فلسطين وقد حاول الإنكليز بعد توزيع التركة الأخذ بالثأر من الفرنسي بحجة حكومة ڤيشي إلا أن الأخير اخذ المبادرة بالتنازل عن حق الانتداب وإعلان الاستقلال في مناطق نفوذه. التنافس الغربي على جعل المنطقة حكراً لنفوذ هذه الدولة أو تلك لم ينقطع حتى بعد العدوان الثلاثي على مصر وبداية التقهقر الفرنسي الإنكليزي وبروز الولايات المتحدة، اذ قامت فرنسا بتزويد الكيان الاستيطاني بالسلاح النووي كمحاولة لاسترداد النفوذ.
استغلال الغرب لسذاجة العرب منذ محادثات حسين/ مكماهون لم تنقطع، من طنجة إلى إدلب مرورا بالرياض، ففي حين قاتل العرب بني دينهم من ال عثمان للحصول على مملكة واستقلال ذهب الغرب مذهبا آخرا قرر تقسيم المنطقة وزرع سرطان يهود الاشكناز في قلب العالم العربي دافعه في ذلك وضع اليد على المقدرات، وعلى رأسها النفط المادة التي كانت دافع الإنكليز وراء وعد بلفور وجعل المنطقة تتخبط بدمائها.
اعاد العرب الكرة بسذاجتهم لما عرف بحلف بغداد حيث خضعوا للابتزاز الغربي ابان الحرب الباردة ووضعوا أنفسهم «حجر بين شاقوفين »، واستمرت سذاجتهم حين قرروا قطع النفط عن الأسواق الغربية دون استراتيجية مواجهة، الامر الذي سرع الحروب الوكالة في المنطقة بدءاً بتقسيم قبرص وحرب لبنان الاهلية وصولا للربيع العربي الساذج.
ذكاءهم منقطع النظير يقوى الفكر الاسلامي فيدعمون عروبة مزعومة يشتد عود العروبة اكانت ناصرية مخابراتية أو بعثية صنوها فيدعون للجهاد، واخر ابتكاراتهم انما الابراهيمية لتسويق شرعية الاغتصاب في فلسطين. مملكة عربية مزعومة بقيادة الشريف حسين نتيجتها تقسيم ونهب آبار النفط، ابراهيمية اليوم امتداد للمرحلة السابقة لنهب الغاز.
الملفت في الطرح الابراهيمي ان الداعي له يشبه كفار قريش لا مشكلة له مع الإلهة طالما هو من يمسك بسدانة الغاز لأوروبا .