العروبة التي تهمل المبادئ الجغرافية والإقليمية والسلالية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية الاجتماعية، أي جميع العوامل التي توجد الواقع الاجتماعي وتتكفل بحفظه ولا تستند إلا إلى الدين وإلى اللغة بمقدار هي عروبة زائفة لا نتيجة لها غير عرقلة سير المبادئ القومية الصحيحة في سورية والاقطار العربية عامة، واعطاء الدول الأجنبية كل فرصة للتسلط على أمم العالم العربي والتغرير بها واذلالها. هي عروبة زائفة لأنها لا ترمي إلى نهوض أمم العالم العربي، بل الى ايقاد نار الفتنة الدينية والحرب الداخلية في كل أمة مؤلفة من أكثر من ملة المحمديين.
ان أصحاب هذه العروبة هم أعداء العرب الحقيقيون لانهم أعداء نشوء القومية الصحيحة في كل أمة من أمم العالم العربي، وأعداء نهوض كل من هذه الأمم كرجل واحد لنيل سيادتها وحقوقها والارتقاء نحو مطالبها العليا المكونة من نسيج شعورها وآمالها ومطامحها وأشواقها الاصيلة في نفس كل أمة ومزاجها وهم يتوهمون، لجهلهم الفنون والعلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، إن الأكثرية الملية تغني عن الواقع الاجتماعي وعن الوحدة القومية المطلقة التامة.
الاثار الكاملة 1942