الصين تطلق عملية حفر بعمق 10,000 متر في طبقات لا تزال غير مستكشفة.
في مواجهة المشروع الطموح الذي أطلقته الصين في صحراء تكلاماكما (وكأن الاسم هو دمج لكلمتين عربيتين: تكوين ـ لا مكان) يأمل العلماء من جميع أنحاء العالم في كشف أسرار القشرة الأرضية المدفونة.
ينصب الاهتمام العالمي الآن على ما يخفيه باطن الأرض من أسرار، ورغم أن الموجات الزلزالية توفر لمحة عن العالم السفلي، إلا أن الحفر العميق جداً يظل الطريقة الأكثر واقعية للحصول على بيانات ملموسة. وفي هذا السياق، أطلقت الصين مشروعاً طموحاً في صحراء تكلاماكما، شمال غرب البلاد، لحفر بئر عمقها 11,100 متر ـ ما يعادل أكثر من 33 برج إيفل مكدس. هذا المشروع لا يهدف فقط إلى كسر الأرقام القياسية، بل يسعى أيضاً لتعميق فهمنا لجيولوجيا الأرض العميقة.
طموح جيولوجي غير مسبوق ـ مستقبل مشروع الحفر:
مدة تنفيذ مقدرة بـ 450 يوماً، يُعد هذا المشروع إنجازاً تقنياً ورهاناً علمياً في آنٍ واحد. ومع تقدم الحفر، يراقب العالم النتائج المرتقبة بفضول. فالاكتشافات التي قد تظهر على أعماق شاهقة كهذه قد تغير مفاهيمنا حول الأرض، وتفتح آفاقاً جديدة لاستغلال الموارد الطبيعية.
يثير هذا المشروع أيضاً تساؤلات أخلاقية وبيئية بشأن استدامة استغلال الموارد الطبيعية. ومع اقتراب نهاية المشروع، ما هي الاكتشافات غير المتوقعة التي قد تظهر؟ وكيف ستؤثر هذه المعلومات على مستقبلنا الجيولوجي والطاقي؟
يمثل الحفر الجاري في حوض تاريم مشروعاً ضخماً، من حيث الحجم والأهداف العلمية. ويهدف هذا العمل الجبار إلى كشف أسرار القشرة الأرضية، من خلال الوصول إلى أعماق تقارب تلك التي بلغها الحفر الروسي الشهير «كولا سوبرديب»، المعروف باكتشافاته غير المتوقعة. ورغم أن المشروع الصيني لا يستهدف الوصول إلى طبقة الوشاح الأرضي، فإنه يُتوقع أن يخترق نحو 10 طبقات قارية، وصولاً إلى النظام الطباشيري الذي ظهر قبل 145 مليون سنة. ويأمل الباحثون أن يُمكّن هذا المشروع من تأكيد أو دحض النظريات الحالية حول بنية القشرة الأرضية.
وليس المشروع مهماً على الصعيد الأكاديمي فقط، بل يتركز الحفر أيضاً على البحث عن احتياطات من الهيدروكربونات، ما قد يشكل نقطة تحول في اقتصاد الطاقة بالمنطقة. ومع ذلك، تظل تفاصيل هذا الاستغلال غامضة، مما يزيد من الغموض المحيط بهذا المسعى الجريء.
هذه الاحتياطات المخفية من 55 مليار طن من الحديد تستعد لتغيير الاقتصاد العالمي بشكل جذري.
كما يواجه المهندسون والعلماء الصينيون تحديات تقنية هائلة. فالحفر يجب أن يتحمل درجات حرارة تصل إلى 200 درجة مئوية، وضغطاً جوياً يفوق الضغط عند السطح بـ 1300 مرة. ولتنفيذ المشروع، تم تجنيد نحو 2,000 طن من المعدات المتخصصة، بما في ذلك رؤوس الحفر والأنابيب. وقد شبّه العالم سون جينشينغ من الأكاديمية الصينية للهندسة صعوبة المشروع بـ «قيادة شاحنة ضخمة فوق سلكين رفيعين من الفولاذ».
وأظهرت تجربة مشروع كولا، الذي امتد بين عامي 1970 و1994، مدى صعوبة الحفر على أعماق كهذه، حيث أدت الأعطال الميكانيكية إلى تنفيذ خمسة آبار مختلفة. ومع ذلك، أسفر المشروع عن اكتشافات مذهلة، كالعثور على حفريات دقيقة للعوالق البحرية على عمق 6,000 متر، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الماء والهيدروجين.
كذلك يمكن أن يُحدث الحفر الجاري في صحراء تكلاماكما ثورة في فهمنا للجيولوجيا الأرضية. فمن خلال الوصول إلى عمق يقارب 11 كيلومتراً، يأمل العلماء في جمع بيانات قد تؤكد أو تنفي نظرياتنا الحالية بشأن الطبقات الجيولوجية. وقد تكون لهذه النتائج تأثيرات هائلة على فهمنا لتطور الأرض ومواردها الطبيعية.
ولا تقتصر الاكتشافات المحتملة على الجيولوجيا فقط، إذ إن البحث عن احتياطات جديدة من النفط والغاز قد يلعب دوراً محورياً في التحول الطاقي العالمي. ومع ذلك، تبقى الآثار البيئية المحتملة لهذا النوع من الاستغلال غير محددة بعد. ومهما يكن، فإن هذا المشروع قد يفتتح عصراً جديداً من الاكتشافات العلمية والتكنولوجية.
على الانسان أن يتحمل جنون الإنسان الآخر وطمعه بالثروات؛ ولكن في عملية ثقب الأرض بهذه الطريقة مخاطرة كبيرة من يعلم ماذا ينتظر الأرض في حال سبب هذا الحفر بزلازل أو خلل في محور الأرض إضافة إلى كوارث تفني الوجود البشري هذا إذا لم تنفجر الأرض وما عليها ألا يكفينا التلوث والتصحر والخلل البيئي وارتفاع حرارة الأرض؟
غداً سوف يأتون إلينا ليثقبوا رؤوسنا من أجل زرع رقاقات إلكترونية لنصبح عبيداً أحياء لحيتان المال في العالم نخدم لتتكدس أموالهم ويتمجد اسمهم ويأتي ملكوتهم إلى أبد الآبدين آمين.
أنطوان يزبك