شكّل المؤتمر القومي العام الذي عقده الحزب السوري القومي الاجتماعي بتاريخ 26-27 نيسان الماضي علامة فارقة في تاريخ مؤتمرات الحزب، في الشكل والمضمون والتوصيات المنبثقة عنه.
الفاصل الزمني، المحدد لمدة ثلاثة أشهر، بين انعقاد المؤتمر للخروج بالتوصيات، وموعد اجراء الانتخابات الحزبية، مع فتح باب الترشيح لانتخاب السلطة التشريعية بنهاية المؤتمر، كانا الدافع الرئيسي لإكساب هذا المؤتمر كل الايجابيات.
فمنذ تقرير موعد انعقاد المؤتمر، الى الدراسات التي قدمت فيه، الى الطريقة التي اعتمدت فيها ادارة المؤتمر واستخدام الوسائل التكنولوجية المختلفة من تسجيل الحضور على منصة الكترونية، واختيار اللجان المراد دراسة المحاور المطروحة فيها عبر التطبيق الالكتروني، الى تقديم تقرير السلطة التنفيذية عن انجازاتها مع النقد الذاتي الذي قدمته، للأمور التي لم يستطاع الى تنفيذها، وتقديم السلطة التشريعية ايضا لتقريرها المتابع لعمل السلطة التنفيذية والمراقب لها، والحضور الكثيف لمندوبي المنفذيات الفعلي ولمن حضر من مندوبي الوحدات الحزبية من المغتربات الذين مكّنتهم ظروفهم من الحضور، وعلى تطبيق ال zoom للمندوبين الذين يتواجدون عبر بلاد الاغتراب ومشاركة جميع الحاضرين بدراسة المحاور المختلفة وتقديم الاقتراحات والتصويت الالكتروني على بنود التوصيات.
كما كانت المداخلات التي قدمها بعض المشاركين حافزا ودافعا للجان المؤتمر في دراسة وتقديم الاقتراحات للتوصيات ومن ثم التصويت على هذه التوصيات.
ولعل اراء المندوبين والحاضرين التي تم رصدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي توضح كيف مثّل هذا المؤتمر علامة فارقة، ومن دون ذكر اسماء الشخصيات التي تحدثت عن المؤتمر نقتطع البعض منها:
-بالأمس كانت البداية. لقد نجح المؤتمر القومي العام بوضع حجر الاساس للإصلاح الذي نأمل أن يتحقق في حزب سعاده العريق. لقد نجحت بالتصويت معظم مقترحات المؤتمرات الفرعية وسترفع كتوصيات من المؤتمر العام للمجلس الاعلى لإقرارها فتكون حجر الاساس للتغيير باتجاه الإصلاح. ولكنه يبقى حجرا لا قيمة له إذا لم نبن عليه ونضغط لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات فتشكل إنجازات فاعلة.
علمنا سعاده ان التطور والتغيير لا يحدث الا بالصراع، وأكد لنا ان اكتافنا هي اكتاف جبابرة، وخبرتنا في العمل اوجدت لدينا قناعة ان ابتعادنا عن العمل داخل المؤسسة لا يفيد حزبنا بشيء، بل يحرمه من الامكانيات التي يحتاجها للنهوض. بناء عليه، ادعو جميع الرفقاء للعودة الى المؤسسة والعمل بقوة ونشاط لان التغيير اثبت انه ممكن وهناك استحقاق قريب نستطيع من خلاله ان نوصل صوتنا، فإمتنا تمر بزلزال يضع وجودها على المحك. فاذا لم يحرك فينا هذا الزلزال الشعور بضرورة العمل بكل ما أوتينا من قوة، نكون قد خذلنا سعاده
المريح في مؤتمرات القوميين هو الوحدة الوطنية العابرة للطوائف والمذاهب بأرقى حللها. تقاطر المؤتمرون من كل حدب وصوب بما فيها القارتين الأميركية والأسترالية. كلُُ يحمل في جعبته تصورات وأفكار وفي قلبه هموم الأمة والنهضة. دراسات وتوصيات ومشاريع استنهاض تحتاج لدولة متقدمة لاستيعابها وتنفيذها. كفاءات متنوعة الاختصاصات في العلم الدستوري والقانوني، في السياسة والاجتماع، في الاقتصاد والإدارة في الأدب والفن وفي سواها. ومما قيل حول اعمال المؤتمر من أمناء ورفقاء مشاركين: «أتيح لي أن أعبر عن رأيي وكنت قاسيا لحدود الاستفزاز. إضافة الى كل الأمور التي شاركت فيها طيلة يومين كاملين تأكد لي ما عولت عليه منذ عقود أن الإصلاح من الداخل هو الطريق الأنجع والأقرب وأنه أمر ممكن وممكن جدا. وقد تأكد لي أيضا ضعف الانجاز عبر الاعتكاف ومناوأة السلطة من الخارج او المراهنة المتمادية في عملية الضغط من الخارج. حيز المعركة في الداخل وهناك مربعها وهناك حقل الزرع وهناك حقل الحصاد». «توحيد الحزب منفذه الوحيد بالتغيير الداخلي وليست السلطة عصية على التبدل باتجاه الوحدة كما وأن العاملين للوحدة ليسوا ضعفاء ومؤيديهم ليسوا قلة. فلنطلق معركة التغيير والإصلاح والوحدة، تحت سقف الدستور، ولا طائل من إضاعة الوقت خارج الأطر المؤسساتية».
هذه بعض الآراء التي عبّرت عن مدى تفاعلها خلال انعقاد المؤتمر، اما في موضوع اضافة فقرة اساسية في ختام المؤتمرعن تقييمه من قبل الجميع عبر الدخول الى رابط الكتروني باركود ( Barcode ) فهو كان مسك الختام لهذا المؤتمر النوعي .
