الابراهيمية لاستعباد اهل الايمان

لم تضلل أمة بتاريخها كما ضللت أمتنا وحدث كل ذلك بسبب الأديان وطمس القادة لحوادث التاريخ واذا ما أضفنا إلى ذلك، عملية الهجرة والارتحال التي واكبت الغزوات على خلافها نصبح أمام حقائق جديدة من الصعب تجاهلها، خصوصاً وان العامة لا تقتدي عادة بالمعارف والعلوم بل بما يصدر عن مرجعيتين السياسية والدينية، اللذان كانا على الدوام وجهان لعملة واحدة إلا في الحالات الثورية والتي سرعان ما يتدججن أصحابها لتعود الأمور لسابق عهدها.

من يحمي التاريخ إنما هي الطبيعة التي تقوم بعملية الهضم بعد كل غزوة بربرية بنقش من هنا وبقايا أوابد من هناك. وبدل ان تقوم الجماعات الثورية التي تظهر لسبب أو لأخر في تصويب التاريخ تلجأ إلى عملية مهادنة تعلم زيفها وذلك للحصول على الشرعية. هذا ما حدث ويحدث لنا منذ سقوط السلطنة.

وبؤسنا الأكبر يتمثل باختراع هويات لا أحد لديه مهارة التسويق، الناصرية كما البعثين فشلا في تسويق العروبة التي تمثلت بلغة طورتها شعوب المنطقة منذ ظهور الأبجدية، إلا ان البعض ولأسباب إيمانية أخفى المبتدأ الأمر الذي جعل الخبر متصل بالهيولي المقدس. بين مقدس قديم مرتكز لحياة الإنسان والدورة الاقتصادية الاجتماعية التي تكفل معيشته وأمنه وسلامته ومقدس حديث لا يرى في البشر إلا أضاحي تقدم على مذبح الحياة ليحفظ سلطانه وسطوة ولي الأمر يدمر كل جميل يذبح الطفولة يدفن الأحياء لحفظ النوع الذي استخاره.

نحن في ضياع كلي للخروج من حالتنا الراهنة يلزمنا عدة ظهرت ما بعد الطور الجليدي أطلق عليها تسمية العقل.

العقل المرتجى هو ذاك الفاعل المتفاعل وليس قابلاً للتحنيط مهما در من خير، فخيرات الأمس في النار والصوان والقوس والنشاب والسيف والخيل دخلت جميعها في التراث ليحل مكانها الصاروخ الباليستي والدرونز وطائرات الشبح ولائحة طويلة تؤمن الحماية والسطوة وتحفظ السلطان. ما الادعية وطلب العون من الآلهة فهي من صفات الكسالى الذين لم يقرأوا سوى في كتاب واحد ويجلوا إنسان واحد والهٍ واحد اختاروا عبودية من نوع آخر في اعتقادهم ان ما يقومون به يعتقهم من النار.

 ان من لا يطفئ نارا مشتعلة أمامه يشعلها عدوه بقصد افنائه  ،عليه ان لا ينتظر مهما أقام من طقوس قد لا يجدها غداً أمامه وهو مثوي تحت التراب.بعد ان يدمر الاعداء كل شيء ويقتلون من تصل اليه ايديهم،سوف يقدمون وليمة جديدة تتمثل بالإبراهيمية لاستعباد اهل الايمان أو ما تبقى منهم،اما ان ندفع بالمقاومة للأمام ونسترد التاريخ الصحيح كمقدمة لاسترداد الجغرافية أو على الدنيا السلام الممهور بالنهب والاستعباد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *