في يوم الأرض ويوم القدس رئيس الحزب الأمين ربيع بنات: لن تستطيع الإدارة الأميركية أن تأخذ بالضغط السياسي ما عَجِزَت عن انتزاعِه في الحرب، ولا خيار لشعبِنا في فلسطين ولبنان والشام سوى المقاومة

انتصاراً للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومتِه الباسلة والشريفة، وفي أجواء يوم القدس العالمي وإحياءً ليوم الأرض، وتلبيةً للدعوة إلى النفير العام التي أطلقَتها المقاومة في فلسطين، نظّمَت الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية لقاءً شعبيًا تضامنيًا يوم السبت 29 آذار 2025 في حديقة الأسكوا ـ وسط بيروت.

وللمناسبة ألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين ربيع بنات كلمةَ الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وقال: «عندما أطلقَ سماحةُ السيّد الشهيد حسن نصر الله شعارَ وحدةِ الساحاتِ على الصراعِ والمواجهةِ العسكريّةِ مَعَ العدوِّ الصهيوني كانَ يعلَمُ تمامًا أنّ هذا العدوَّ نفسَهُ لا يرانا سوى مُوَحَّدينَ في مواجهتِهِ، وأنّ أطماعَه في كياناتِ أمّتِنا واحدة.

واليومَ بعدَ استشهادِ السيّدِ وإعلانِ ما يُسمّى بوقفِ إطلاقِ النار، ها هو العدوانُ بإطارِهِ المُتعارَفِ عليهِ يتجدّدُ في غزّة ويستمرُّ في لبنان، وعليْهِ نقِفُ نحنُ اليومَ في بيروت تلبيةً للدعوةِ إلى النفيرِ العامِ التي أطلقَتْها المقاومةُ في فلسطين. فبعدَما لم يستطِعْ العدوّ تطبيقَ أهدافِهِ في الحربِ والتي سبقَ وأعلنَ عنها مِنَ القضاءِ على المقاومَةِ إلى تهجيرِ أهلِنا في غزّة والضفّة إلى سيناء، وتحريرِ أسراه بالقوّة، وبعدَ فشلِ الإدارةِ الأميركيّةِ في تطبيقِ أهدافِ العدوِّ مِنَ الحربِ بعدَ وقفِ إطلاقِ النار، وفي السياسةِ نتيجةَ رفضِ الدُّوَلِ العربيَّةِ مشروع تهجيرِ الفلسطينيين وتوطينِهم في أوطانٍ بديلة، ها هو العدوانُ بوجهِهِ العسكريّ والمباشرِ يعودُ لمُحاولةِ فرضِ ما فشلَ عنَهُ دونالد ترامب في السياسةِ، عسكريًّا.

وتابَعَ: «الأمرُ نفسُه ينطبقُ في لبنان، فبعدَ فشلِ الإدارةِ الأميركيّةِ في فرضِ مشروعِ مُحاصرةِ المقاومةِ وسحبِ التأييدِ والإلتفافِ الشعبي حولَها، والذي أثبَتَتْهُ مُجرَياتُ العدوانِ الأخيرِ المُوَسَّعِ على لبنان، ها هي اليومَ تسعى للضغطِ عسكريًّا وأمنيًّا على رئيسِ الجمهوريّةِ والحكومةِ في لبنان من أجل تحصيلِ في السياسةِ ما لم يستَطِعْ العدوُّ فرضَهُ عسكريًّا.

إضافةً إلى ذلك تسعى الإدارةُ الأميركيّةُ لإلزامِ الحكومةِ اللبنانيّةِ بالموافقةِ على إنشاءِ ثلاثِ لجانٍ ديبلوماسيّةٍ تمهِّدُ التواصُلَ السياسي بين لبنان وكيانِ الاحتلالِ مِنْ أجلِ تعبيدِ طريقِ التطبيعِ وهو ما علِمْنا أنّ رئيسَ الجمهوريّةِ قامَ برفضِهِ، وعليه وفي مُواجهَةِ مشروعِ التهجيرِ في غزّة والضفّة والتطبيعِ في لبنان ليسَ أمامَ أبناءِ شعبِنا سوى خِيارٍ واحدٍ وهو خِيار المقاومةِ والمواجهةِ العسكريّةِ، ودونَها سنكونُ أمامَ مشهدٍ لا نريدُ أن نراهُ في أيِّ كَيانٍ من كياناتِ الأمّةِ، لكنْ للأسفِ بدأْنا نلمُسُهُ في سورية، والجديرُ فعلُه اليومَ هو دَعوَةُ أبناءِ شعبِنا في الجنوبِ السوري ليحذوا حذوَ أهلِنا في كويّا في ريفِ درعا الذين رفضوا الانصياعَ للأمرِ الواقعِ وقاموا بمواجَهَةِ الاحتلالِ، ولذلِكَ هي دعوةٌ لكُلِّ المُكوّناتِ السياسيّةِ السوريّة وكذلك أبناءِ شعبِنا في مختلفِ المناطقِ السوريّة، دعوةٌ للتوحُّدِ في جبهةٍ تعملُ على تحريرِ الأراضي السوريّة المحتلّةِ، ولمنعِ توغُّلٍ أكبرَ لجيشِ الاحتلالِ سيسعى من خلالِهِ العدوُّ لفرضِ التقسيمِ في سورية.» الختامُ هو بتوجيهِ التحيّةِ لشهداءِ المقاومةِ في فلسطين وفي لبنان، في فلسطين لأنّهم منعوا تطبيقَ المشروعِ الأميركي-الصهيوني، مشروعَ التهجير، وفي لبنان لأنّهم استبسلوا في الخيام وعلى طولِ الحافّةِ الأماميّةِ ومَنَعوا العدوَّ من أن يُطبِّقَ ما يطبّقُهُ اليومَ في سورية.

وقد حضر اللقاء مسؤولون من مختلف الفصائل الفلسطينية، وممثّلون عن أحزاب لبنانية، وشخصيات وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *