الأول من اذار والدعوة للحياة الجديدة

في الأول من أذار تتفتح براعم الأشجار معلنة بدء الحياة الجديدة للطبيعة. وفي الأول منه ولد باعث الحياة الجديدة في هذه الأمة. ولد من وضع العقيدة ومن وضع النظام والدستور الذي من خلاله يجب أن نمارس العقيدة لأنه بدون النظام لا حياة ولا تقدم في هذه الأمة وتبقى العقيدة تتجاذبها المصالح الشخصية والسياسية الضيقة. لذلك الأول من أذار هو ولادة النظام الجديد، الذي بدونه لا يوجد حرية مسؤولة ولا قوة تعتمد عليها الأمة للحفاظ على وجودها وكينونتها. من هنا فالأول من أذار بالنسبة لنا هو ولادة فكرة الحياة المتجددة التي أرسي أسسها فتى الأول من آذار. تلك الحياة المبنية على وحدة المجتمع وعزه وحريته وقوته المادية والروحية والتي بدونهم لا حياة لنا.

لقد اعطى سعاده مفهوما جديدا للحياة ووصفها بأنها كلها تساوي وقفة عز فقط.  مميزاً هنا بين الحياة في العز والعيش في الذل. فالحياة هي للأحرار في نفوسهم أما العيش فهو للعبيد والأذلاء في نفوسهم. كما أعطى أيضاً مفهوماً راقياً آخر للحياة، حيث قال بأن الحياة في المجتمع يجب أن تكون حياة واحدة موحدة وليست حياة شراكة لأن اصحاب الشراكة ممكن أن يختلفوا فيما بينهم فيعرضون المجتمع للأزمات والفتن والحروب الداخلية والانقسام والازمات الاقتصادية والمالية والوهن …اما الحياة الواحدة تعطي المجتمع المناعة والقوة في وجه المتربصين به من الداخل والخارج. جسّد الأول من أذار ولادة الوعي لحقيقتنا ووجودنا ودورنا بين الأمم، كأمة ممتازة وهادية. انه ولادة قيم المحبة والاخلاق والعنفوان وكل ما هو جميل في هذه الأمة. لذلك وفي هذه المناسبة العظيمة أدعوكم أن تعملوا للحياة الجديدة التي دعا اليها سعاده لكي نربح الأرض التي بدونها لا يمكن لنا أن نربح السماء.

الدكتور وليد عازار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *