يهمنا بدرجات متفاوتة ميلاد انطون سعاده في الأول من أذار، ولكننا نجّل جميعنا كأبناء النهضة مولد باعثها ومطلّقها في الأمة السورية.
نحن الاجيال المولودة بعد استشهاده حافظنا على العقيدة والفكر، ولكننا لم ندرك تماماً وبالتالي اغفلنا في عملنا ان المبادئ ليست فقط مكتنزات الفكر لتحفظ، ولكن قواعد انطلاقه أيضاً. بتنا نردّد اقوال سعاده ونحياها بخجل وخفر تحت ضغط المجتمع القديم برجعياته وعصبياته وطغيانه واضحّينا نراوح مكاناً مهتزاً بين مجتمع قديم خرجنا عليه ومجتمع جديد نصارع لنبنيه كجماعة مؤمنة وقادرة على التغيير.
انصرفنا لإنجازاتنا الفردية وخصصّنا للنهضة الوقت القليل المتيسر بينما امتنا بين الحياة والموت.
حيّدنا العقل كشرع أعلى وأساسي باجترار مفاهيمنا كما طرحها ورسّخها سعاده قبل استشهاده. حافظنا عليها مجلّدة تتفاعل بوجل مع مواطني أمتنا ولم نبن عليها منطلقين لتحقيق غايتنا.
حان الوقت للنقد والاقلاع عن اسرافنا في تعاملات سياسية مهيضة في الشام ولبنان واعتماد بدائل توصلنا للشعب بدل الكراسي الفارغة، خاصة ونحن نشهد انهيار عقائد خاصمتنا وجرتنا لصراعات جانبية كالانفلاشية العروبية والاشتراكية المدّعية للعلمية واخرى مذهبية عاجزة عن التطور الى عصبية قومية جامعة.
أدركتنا نتائج سرعة التطور المعاصر وبات علينا التغلب على هرمنا لنركز على الطلبة والشباب عبر اساليب حديثة لبث وترسيخ فكرنا بعد نيف وتسعة عقود من التأسيس.
هذا يستوجب إطلاق برنامج متطور يضعنا على طريق التقدم لتحقيق الغاية عبر توحيد الروى ومن ثم العمل باتجاهها. علينا تثبيت انبثاق السلطات من القوميين، بناء استقلالية مالية، التواصل مع الاعضاء الكفؤين، تشريع انظمة للرقابة والتقييم واعادة الحيوية الى العقلية الاخلاقية النهضوية .
هكذا نحيا مولد سعاده مجددين حركتنا باتجاه تحقيق غايتنا وسيادة قيمنا.