الأول من آذار هذا العام

الليل اعتمره الحلك والغيوم تلبدت في سماء الأمة وأمعنت العتمة في مطارحها وسدت منافذ الضوء حتى غداً الواقع في مرارة غير مسبوقة. تشرذمت الكيانات وصارت نتفاً تلوكها قوى البغي والعدوان تستأثر بمقدراتها وتعصف بآمالها وتبيد كل تطلعاتها إلى الحرية وسبل الخلاص، إضافة إلى أنها خلقت أنظمة خانعة مستبدة ارتبطت مصيراً ومساراً وأضافت إلى رجعيتها وقمع الشعب والاستهتار بأمنه، وأمانه، وطموحاته، ورجائه. فغداً الحاضر منتاباً بالقلق والتعاسة والمستقبل قاتم كالح ينذر بالشؤم وسواد الايام، حال الأمة هذه التبعثر والتفسخ والتفرقة حيث كانت في حراك مرير مع بقائها ووجودها وديمومتها تنشد الرؤية الصحيحة والفكر الذي ينير دربها وكبيراً يقودها إلى الخلاص والسبيل إلى العز

في غمرة هذه الظروف ولهيب هذا الأتون الذي تعيشه الأمة انبلج صبح هو غير كل الصباحات وبزغ فجراً حاملاً في سطوعه بشرى ولادة قامة جلية في توقدها العزم والحزم على بتر الظلام ووأد الظلم وهبوب رياحها تلوي على العنفوان والاقتدار، هذه القامة أنجبتها الأمة ولدت من رحمها.

الأول من أذار تدوين جديد لتاريخ الامة, تاريخ ميلاد الزعيم انطون سعاده.

الزعيم الذي ولد وتعلم وشب على الادراك والوعي والالمام والبصيرة والتحليل، استقرأ الجغرافيا وسبر أغوار التاريخ بفهم ووعي و علم وألم بكل معاناة الأمة و كيفية خلاصها من قيود الطائفية و المذهبية و التخلف و التشرذم و الخلاص من الكيانات التي أنشأها الاستعمار حيث رأى الزعيم ان هذه لا يجب ان تكون حبوسا̋ للامة، بل معاقل تتحصن فيها للوثب على الطامعين في ثرواتها و تراثها لان الأمة الحية لا تميتها الشدائد و لا الاهوال تزعزع ايمانها، ونفاذها لا يكون الا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة.

ميلاد سعادة هو ميلاد النهضة القومية الاجتماعية ميلاد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ميلاد الحركة القومية الاجتماعية التي حملت في ذاتها ميلاد أمة ومصدرا̋ للقومية الاجتماعية.

الحزب الذي سيبقى البوصلة الصح لكل حراكنا ونهجا̋ لمسارنا وكيفية مواجهة قوة الاستعمار، سيما العدو اليهودي المتربص بوجودنا وأمننا وعلى هذا النهج كانت دماء وسام سليم وكوكبة من نسور الزوبعة الذين سطروا ملاحم العز في ربى الجنوب بألوان الحرية والنظام والواجب والقوة إلى جانب المقاومين حيث كانوا هدينا إلى الحرية والدرب الانجع إلى الخلاص.

ازاء ما استجد وبعد الحرب الاخيرة، نرى ان توحيد الحزب وبناءه عبر بنية قومية اجتماعية قوية بمفاهيم جلية وبأخلاقية ملتزمة بفكر الحزب ونهجه ونبذ الحزبيات الدينية العمياء لأنها تفسخ وتفكك وتهلك الأمة لان المجتمع يهلك بالطائفية ويحيا بالإخاء القومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *