لا سبب عندنا لنخاف العراك من أجل تثبيت حقنا في الحياة. نحن لا نبحث اليوم في انشاء امبراطوريات. لكننا نبحث في حق صحيح، في حق الحياة في الوطن الذي هو ملك الامة. وكما قلت سابقاً ان اعتمادنا على مجرد إيضاح الحق ليس كافياً ولم يكن كافياً. قد يذهب وطننا من أيدينا قطعة بعد قطعة ونحن لا نفعل غير كتابات وخطب وفوضى عظيمة في الداخل. جاسوسية خبيثة تعبث بعقول الناس. خيانات. بيع الوطن. تجزؤ وتفسخ اجتماعي وسياسي. وتحدث الحرب بهذه الحالة. لا يمكن مطلقاً أن نحافظ على حقوقنا بخطب ومذكرات. وقد عرفتم ما هو رأيي في الرسالة التي وجهتها في تشرين الثاني من السنة الماضية حيث قلت عن (جامعة الأمم المتحدة):
« ان هذه المنظمة لم تنشأ كنتيجة عامة لإنسانية عامة. نشأت من أمم منتصرة لتقر الحق الذي تقرره الأمم المنتصرة ».
هذه هي الحالة. إذا كنا نحن لا ننهض ولا نعتمد على أنفسنا ولا نستعد لإثبات حقنا ولتنفيذ ارادتنا فيما يخص حقنا، كان باطلاً كل مجهود وتمن في أن نصل أن نكون أمة يمكن أن تحصل على الخير الذي تستحقه.
المحاضرات العشر1948