العاجزون عن حل مشاكل الشعب الداخلية وعن شق طريق جديدة لحياته وارتقائه يلجأون الى نعرات الشعب القديمة الهدامة ليتخذوا منها سلاحاً يحاربون به من أوجد قضية الشعب الحقيقية. انه سلاح في استعماله مقدار من الفطنة العادية غير كبير كما قد يتوهم. انه، في كل حال، سلاح العاجزين الفاشلين، الذين يظهر عجزهم في نوع السلاح الذين يلجأون اليه قبل أن يظهر في انخذالهم النهائي القريب.
الحركة السورية القومية لم تنشأ حركة ملية محمدية أو مسيحية أو درزية تحاول الظهور بمظهر شبه قومي، بل نشأت حركة قومية جامعة، دخلت فيها منذ بدء تكوينها عناصر من جميع ملل البلاد، فكان فيها اليسوعي وكان فيها المحمدي وكان فيها الدرزي. وكونها حركة ولدها فرد وجه دعوته الى جميع أبناء أمته بلا فارق مذهبي أزال عنها كل صفة تكتلية ملية وأوجد الضمان لعدم نشوء تكتلات ملية في داخلها.
يجب علينا أن ننهض كأمة حية وأن نزيل من طريقنا جميع الصعوبات التي تعرقل أو تمنع نهوضنا. وأهم ما يجب أن نزيله من الصعوبات صعوبة الفتنة الدينية وصعوبة الفتنة الاجتماعية – الاقتصادية وازالتهما، تكون باعتناق مبادئ الحزب السوري القومي الموحدة. لا بمحاربة هذه المبادئ المقدسة كما يفعل الجهال الخالون من المسؤولية.
الأثار الكاملة 1942