إن الواقع الحقيقي لسورية الطبيعية واقعا مأسوياً وإنما خرقت هذا الواقع ومضات مضيئة أحدثتها دماء شهداء المقاومة في فلسطين ولبنان، ولكن ما زالت الأخطار مهددة الوجود السوري في رمته. فهذا العدو اليهودي الغاضب يثبت وجوده في فلسطين، ويتقدم ليحتل مزيداً من الأراضي السورية في فلسطين ولبنان والشام. ومازال العدو التركي محتلاً لكليكيا والإسكندرون ومازال يتوغل التركي في الوطن السوري في منطقة الشام والعراق. كما يترقب الأردن مزيداً من الفلسطينين المقتلعين من أرضنا في الضفة والقطاع. هذه هي الصورة المماثلة أمامنا ونضيف إليها الأطماع الأمريكانية والغربية والعربية. ولا يخفي الرئيس ترامب سياساته وأطماعه في بلادنا والعالم العربي، ويجاهر بالنية لتهجير أهلنا من غزة والضفة، وذلك لتوسيع نفوذ بلاده في بلادنا وإرضاء لقاعدته العسكرية المحتلة لجزء غال من بلادنا والتي هي «الدولة» اليهودية المزعومة. كما أن من أهداف الإدارة الأميركانية وحلفائها الغربيين وضع اليد بالكامل على مقدرات وثروات بلادنا، وجعل بلادنا مناطق نفوذ تتقاسمها فيما بينها. ولا تريد أي منافس لها من محاور عالمية أخرى، وتريد ان تمنع أي تقارب أو تقاطع للمصالح بين العالم العربي والصين روسيا على المدى الاستراتيجي وإخراجهما من المنطقة. وبالتالي لا تريد وجود لحركات تحريرية قومية أو منظمات أو أحزاب وطنية، تنص مبادئها، على السيادة والاستقلال، أو معادية العدو اليهودي أو لسياستها في المنطقة. هذا المشروع الذي يعمل عليه المستعمر والعدو اليهودي. والمحزن والمخذي نرى تشكيلات سياسية في بلادنا انخرطت بكليتها بالمشروع الاستعماري. وقد تخلت هذه التشكيلات عن هويتها وحقوق واستقلال بلادها، وبادرت إلى الانصياع إلى الإرادة الأجنبية، وقد نفذت ما طلب منها كي تصل الرجالات المؤيدة للمشروع الأجنبي إلى المواقع المفصلية بالسلطة في لبنان والشام والعراق. وتحصيل حاصل منفذة الإرادة الأجنبية في الأردن والسلطة الفلسطينية إذ إن هاتين السلطتين عاقدة اتفاقات سلام مع العدو اليهودي. بل أنها ذهبت في ممارستها أبعد ما يطلبه منها الأجنبي فتقمع وتقتل كل ممانعة للمشاريع الأجنبية. ومن ناحية أخرى أن الروسي الذي كان داعماً في شكل جزئي لبلادنا، والذي كان التحالف معه ممكناً لتأمين مصالح بلادنا صار همه أن يبقي على قواعده اللوجستية في الشام، وقد تفشل محاولته وقد تنجح، وفقاً لتفاهمات دولية بينه وبين الولايات المتحدة الأميركانية ومن المرجح أن تكون على حساب حقوقنا القومية. أما الصين الذي يرى شعبنا أن من الممكن أن تتقاطع مصالحها مع مصالحنا كونها المنافسة الأساس للولايات المتحدة الاميركانية، هذه الدولة تلعب في حدود الواقعية السياسية الدولية، لا تقدم بالعموم على خطوات مضادة أو مستفزة بشكل حاد للمشاريع الأميركانية والغربية، وخاصة أنها مبتدأه في ممارسة السياسة الدولية خارج حدودها. بعكس المستعمر الغربي والأميركاني الذين لهم عقود في ممارسة السياسة الاستعمارية، والتسلط على الشعوب والأمم وسرقة خيراتها. هذا المشهد العام وهذا ما تريده الإرادة الأجنبية. نحن كأمة لها إرادة حرة وتتوق إلى الحياة العزيزة والكريمة. ما هي الواجبات المترتبة علينا، هل نسير كما سارت التشكيلات السياسية المتنكرة لذاتها القومية، ونصبح مثلهم نتشدق بالواقعية السياسية. ونستسلم أمام العدو اليهودي والخطر التركي، ونكرس الاستعمار واقتلاعنا من وطننا ببطء. هل نسير خلف السياسات الرائجة في بلادنا التي تسوق أننا ضعفاء وقدراتنا معدومة وهزيلة، ولا قوة لنا على المواجهة والممانعة والمقاومة لهذه القدرات الدولية الهائلة. وهل نخضع للإرادة اليهودية التي تقوم بهدم بلادنا وإبادة شعبنا بحجة عدم تكافئ القدرات العسكرية بيننا وبين العدو، أو بحجة حق الدماء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بظل الواقع الجديد في المنطقة. مع العلم أن العدو اليهودي لن يترك دم يجري في جسد سوري واحد اذا قدر. ولن يترك حجر إلا وسوف يهدمه. وهل نترك للإرادات ولمساومات الدولية والإقليمية تقرر مصير الأمة السورية بمعزل عن إرادتنا. وهل يقودنا الغباء أو الخوف أو تقودنا المصالح الفردية الدنيئة إلى ترك أمتنا تتلاشى وتذوب تحت الاحتلالين اليهودي والتركي، والأطماع الأجنبية الاستعمارية. جواب القوميون الاجتماعيون على كل هذه الأسئلة يقول نحن نؤمن أن في الأمة السورية مواهب ممتازة وقدرات كبيرة ومتفوقة، وان في سورية أبطال قادرين أن يزودوا عن وطنهم وشعبهم. ونحن السوريون القوميون الاجتماعيون نؤمن بالمعلم سعاده وبقوله: إن الأمة السورية هي صاحبة السيادة على نفسها ووطنها. لذلك لن يترك القوميون الاجتماعيون الأمة السورية تحت الاحتلال ولن يتركوا مصيرها معلقا بيد الإرادات الأجنبية، وأرواحنا فدى الأمة السورية. ونحن مؤمنون كذلك بقول المعلم سعاده: ان مبدأ سورية للسوريين والسوريون أمة تامة آخذ في تحرير نفسيتنا من قيود الخوف وفقدان الثقة بالنفس والتسليم للإرادات الأجنبية. إن القوميين الاجتماعيون و أبناء شعبهم الأحرار والقوى الوطنية الحرة لن يعجزوا عن واجبهم الأساس الذي هو صد ومقاومة كل الاحتلالات الجاسمة على صدر الأمة السورية، ولم ولن يستسلموا لإرادة المستعمر وستنتصر إرادة هذا الشعب السوري العظيم، نداؤنا إلى القوى الحية في بلادنا إلى أبناء شعبنا العظيم، تعالوا نتناسق ونتكاتف ونسقط الكيانية والنعرات الدينية والمذهبية والعرقية ونتحد على المبدأ القومي في جبهة قومية واحدة لنسحق كل طامع بنا. ولا مفر من وحدتنا القومية لان بها وحدها ندحر الاحتلال وبها يتحقق النصر للأمة السورية وبها يبقى مشعال حريتنا مضيئاً
