أيُّها القوميّون،
عندما أسّس سعاده حزبكم، راهن على أجيال المستقبل الّتي لم تولد بعد، او لم تنخرط في مؤسسات النهضة بعد، وكان يخاطب وجدانها ويراهن عليها لتكون العامل القوي في الحفاظ على طريق النضال وضخ الدم النظيف في شرايين الحزب ليبقى فتياً ولا يشيخ.
أنّ الوسائل والتقنيات الجديدة أدخلت الى عالمنا عقلية جديدة وخطيرة تهدف الى إبعادنا عن صلب عقيدتنا وحرفنا بالاتجاه الخاطئ في الاستفادة منها بما يخدم مشروعنا وهدفنا في تحرير أُمّتنا وفرض السيادة القومية عليها ومنع الخارج من السيطرة على مقدراتها وتقرير مصيرها.
أيُّها القوميّون،
لقد وضع لنا زعيمنا الأُسس والركائز المتينة ليكون لنا الفعل والحضور والنشاط بما يكفل توعية مجتمعنا وتحصينه ورفعته وتقدُّمه ليصبح مجتمع معرفة وقوة فنطور الأداء لنسير نحو الاكتفاء بالمقدرات المتاحة لنا على النواحي العلمية والاقتصادية والزراعية والصناعية وغيرها من عوامل الاستفادة من خيرات امتنا وقدراتها الكبيرة.
إنّ دوركم هو دور عظيم لما تتمعون به من نفس كبيرة وأخلاق عاليه وإرادة فاعلة وحركة أخرجت فكرنا العظيم من رفوف المكاتب والرتابة الى رحاب الوطن والمواطن والابداع بشتى الاساليب والوسائل.
أيُّها القوميّون،
إياكم والكلل او الملل، فالنجاح يعتمد على ايمانكم بعقيدتكم وحبكم لها وتفانيكم في النضال لاجلها والالتزام الكامل بها واقناع الاخرين بصوابية مشروعكم الذي هو خلاص امتنا من تلك الامراض القاتلة التي لازمتها من خلال الفتوحات والانتدابات والاحتلالات والمندوبيات والارساليات وغيرها من عوامل التفسخ التي عملت على الشرذمة والقهر.
كونوا اقوياء وأنقياء وسيروا بهدي زعيمكم وتعاليمه ولا تهادنوا او تتخاذلوا مهما بلغت المصاعب حدها، فالثبات على المبادئ في هذا الزمن هو احد اسرار وعوامل القوة والنجاح وهو الورقة القوية بوجه اعداء الداخل والخارج وبوجه كل منظومات الشبهة والعمالة.