نظمت عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي طاولة مستديرة محورها تفعيل مشاركة المرأة في العمل الحزبي، شارك فيها عضو المجلس الأعلى الأمينة كوكب معلوف، عميدة الثقافة والفنون الجميلة الرفيقة فاتن المر، عميد الإذاعة والإعلام الرفيق لؤي زيتوني، وكيل عميدة الثقافة الرفيق ابراهيم مهنا، الرفيق جان داية، الأمين سركيس ابو زيد، الرفيقة غادة فغالي، الرفيقة فضيلة فتال، الرفيقة ميسون حمزة، الرفيقة ندى محسن، الرفيقة ميسلون طفيلي والرفيقة ديما أبو عبدو، ومن مديرية طلبة الجامعة اللبنانية الرفيقة روان فضة. كما شارك عبر الزووم: الأمينة ماري شهرستان، الرفيقة عايدة سلامة و رئيسة تحرير صباح الخير-البناء ريم زيتومي، كما قامت بالتعريف الرّفيقة هالة سبيتي.
انطلقت أعمال الطّاولة بكلمة لحضرة عميدة الثّقافة والفنون الجميلة، الرفيقة فاتن المر، رحّبت فيها بالمشاركين مشدّدةً على أهميّة هذا اللّقاء بوصفه فاتحةً لأعمال
افتتح مناقشات الطّاولة حضرة وكيل عميدة الثقافة الرفيق ابراهيم مهنا مشيراً إلى حضور المرأة ونشاطها في المواقع كافّة، وطرح مجموعة أسئلةٍ حول أسباب غيابها.
بعدها قدّم الرفيق جان داية دراسة نقد فيها ضعف حضور المرأة، وأشار إلى الأهمّيّة التي علقها سعاده على دور المرأة الفاعل في المجتمع والحزب، خاتماً دراسته بأفقٍ لحلول المرأة في مواقع أكثر قياديةٍ في الحزب.
كذلك كانت شهادات عن تجارب حزبيّة نسائيّة، ومنها شهادة غادة فغالي عن مشكلة استبداد مسؤولي الإدارة الحزبيّة السّابقة في التعاطي مع تجمع النهضة عبر فرض تعيين مسؤول له أدّى إلى خروج 150 امرأة من التّجمّع.
وشهادة للرفيقة فضيلة فتال التي رأت أن العقلية التي سادت في الحزب لم تفسح لها في المجال، كما أعطت أنموذجا عن تجربتها التي كانت خلاصتها أن القيمين على الحزب لا يثقون بالمرأة.
كما تحدّثت الرفيقة ندى محسن عن الذكورية المتمثّلة باستبعاد الرفيقات عن المسؤوليات العليا عن الحزب؛ وهذا بمثابة الفضيحة وعلامة سوداء في تاريخه. أمّا عن تجربة الأمينة هيام نصرالله محسن، فأوضحت أنّها حاربت لتأخذ دورها وتصل إلى موقع رئيسة للمجلس الأعلى، رغم ممارسات بعض أعضائه بحقها.
بعدها كانت مداخلة للأمين سركيس أبو زيد اعتبر فيها أن العقلية التي سادت في إدارة الحزب على المستويات كافّة، هي التي أقصت المرأة.
ثمّ قدّمت الرفيقة الباحثة ميسون حمزة اعتبرت أن المسؤولية في تراجع المرأة عن العمل الحزبي تكمن في تقاعسها هي نفسها عن فرض دورها. ولفتت إلى أن عملها الحزبي انحسر بنواحٍ ترتبط بأدوار تجذّر المأزم الجندري كما في الدور المصنع للمونة والمعارض اليدوية وغيرها. وأوضحت أن مأزم الجندر مستمد من الإحباط الاجتماعيّ اللبناني والذي أحبط معه الحزب ومن ينتمون إليه، نتيجة تراجع دوره النهصوي. كما خلصت إلى أن الحل يمكن أن يكون عبر تسليط الضوء على تجارب نساء قوميات لديهن مراكز قيّمة في مؤسسات مختلفة خارج الحزب وفي أماكن مختلفة من العالم كما الاستفادة من تجارب المرأة في أحزاب أخرى استطاعت ان يكون لها دور فعال في محيطها.
كذلك حضرت مداخلة للأمينة كوكب معلوف اشارت إلى أن دراسة وضع المرأة في واقعنا الحزبي، ورغم انتقال النضال إلى المنحى الاجتماعي في لبنان وطبعاً في الشام، لا نزال في واقع ملتبس بين الأمني والاجتماعي يمكن أن نصف واقع المرأة بأنه أدنى من التطلعات التي شاءها سعادة. وشددت على أن أبرز أشكال التحديات أمامنا اليوم هي إعادة ثقة الشباب نساءً ورجالاً بالحزب، فتعزيز دورنا إزاء الحالة المطلبية والإصلاحية المطلوبة لمجتمعنا هو أمر مهم جداً… وتعزيز الوعي هي مهمتنا في هذا المجتمع وهو يبدأ من المرأة. لذلك مرحلياً علينا إلزام الوحدات الحزبية باحترام مواقع المسؤولية للمرأة لتعزيز حضورها في الحزب.
أمّا الرفيقة ريم زيتوني فرأت أنّه قد تكون هناك أسباب لا تشجّع المرأة على الانخراط وهذا نناقشه سويّاً، ولكن هنالك أسباب خارجية أيضاً . وعبر الاستعانة بدراسة أجرتها د. سعدة علوة والدكتور غسان صليبي، تخلصت إلى تأثير النظام السياسي الطائفي على مجمل المشاركة السياسية للنساء، ورأت أن المنظومة ليست صديقة للمرأة.
كما شدّدت على ضرورة الاعتراف بأنّه، حتّى داخل حزبنا، هناك عقلية تحاول استبعاد المرأة، وهي عقلية انبثقت من المجتمع نفسه. وهذا يضعنا أمام دراسة جدّيّة لمراحل انسحاب المرأة من الحزب، تتضمّن المرحلة الزّمنيّة، الظروف العامة لواقع المجتمع، والقيادة الحزبية في تلك المرحلة، وتتضمّن كذلك نتائج انسحابها وتداعياته؛ لنتمكّن من الوصول الى نتائج تسمح لنا بإعادة تفعيل دورها في المؤسسات.
وكانت مداخلة للرفيقة روان فضة، بيّنت فيها عن أهمّيّة دور المرأة في الفروع الحزبيّة، خصوصاً في المنحى التّربويّ الذي نجحت فيه.
كما كانت شهادات للرفيقة ديما أبو عبدو اعتبرت أن أساس المشكلة تكمن في تعاطي الرّفقاء غير اللائق مع الرفيقة، وفي الاستخفاف بها.
كذلك أكدت الرفيقة ميسلون طفيلي أنّ هناك تجارب أتاحت المؤسسة للمرأة أن تمارس دوراً كبيراً من خلال اطلالات اعلامية ناجحة، وأدوار ميدانية فاعلة.
ختام النقاش كان مع كلمة لعميد الإذاعة والإعلام الرفيق لؤي زيتوني أكد خلالها أن مسألة دور المرأة مرتبطة بفكرة وحدة المجتمع الواردة في المبادئ. وهذا الدور لا بد من أن تفرضه هي، لا أن يُعطى منّةً لها. ومن التوصيات الأساسية: وضع كتيب حول نساء النهضة القومية، ووضع تقارير حول الرفيقات الفاعلات حزبياً وميدانياً.
كما تخلل النقاش مداخلات لكل من: الرفيقة هيلين معلوف والرفيقة رويدة نحلة.