إن سياسة التمدد الاحتلالي التي ينتهجها العدو اليهودي زيادة على احتلاله فلسطين، تهدد لبنان والشام عمليا وحاليا وتهدد الأردن والعراق بالمدى المنظور، وقد بدأ العدو إجراءاته العدوانية التنفيذية، وغير مستورة كل قرارات حكومة العدو واضحة، فهي تعلن للملأ أنها تحقق الوعد الإلهي اليهوي المزعوم ، وخلفها قادة كبار لدول عظمى مؤمنين بهذا الوعد إلى جانب بعض القادة العرب أعمت بصيرتهم المنافع الفردية الآنية وتلحفوا بالمشروع «الإبراهيمي» . وفي ظل كل هذا الوضوح وهذه المجاهرة من العدو لأطماعه، غارقة اغلب القيادة السياسية في بلادنا في انقسام حاد حول هذا المحتل اليهودي هل هو عدو محتل فلسطين، أو «دولة » قائمة ولها حق في الوجود بطريقة ما، سواء إقامة دولتين أو «دولة» ديمقراطية للجميع الخ.. والأخطر أن هناك بضعاً من أبناء شعبنا يحاول إيجاد التبريرات لتصرفات العدو اليهودي الإجرامية، ويحاولون اصدرا براءة للعدو على إجرامه كأنهم يقولون العدو ارتكب جريمة عادية وهذه الجريمة تقع تحت عنوان الدفاع عن النفس، فمثلا يقولون لولا السابع من وأكتوبر 2023 لما ارتكب العدو هذه الجرائم في غزة، ولو إلتزم لبنان الحياد وما قام بالإسناد لشعبنا في فلسطين لما قام العدو بتجريف البلدات اللبنانية وما كان قصف النساء والأطفال المسالمين في منازلهم ولما هجر الناس من منازلهم بعد تدميرها وقتل من استطاع قتله. ونسوا هؤلاء ان فلسطين محتلة منذ قبل 1948 من عدو ساقط من الإنسانية جمعت أعضاء جيشه من كل أصقاع الأرض، ليستعمر البلاد السورية بعد أن يسحق شعبها. عجبا من بعض شعبنا، حتى الآن ما أيقظت وجدانه هذه الهمجية والوحشية اليهودية. واللامعقول أن البعض لم يجدوا بالجيش اليهودي عدوا. وفي أحسن الأحوال يقولون ضرب العدو بيئة المقاومة وما ضربنا. على أساس لبنان بيئات ذات مساحات واسعة وشاسعة تسكنها أمم وشعوب متباعدة الحدود والمصالح ومن يسمع بعض السياسيين اللبنانيين يتحدث عن البيئات تتخيل انه يتحدث عن كبرى قارات العالم. ماذا يعني بقوله أن العدو ضرب المقاومة أو الممانعة؟ هل يعني أنت غير مقاوم للعدو أو أنك مستسلم خانع تبيع وطنك وشعبك بسلامة رأسك الشخصي مرحليا، من المؤكد لم تنج لان العدو قد جهز لك الدور وهيأ لك أسلوب وطريقة قتلك. كما العجب ببعض المحللين السياسيين على اغلب المنابر، أن في لبنان أزمة في تشكيل الحكومة، نسألهم كيف للأمم والشعوب والبيئات أن تشكل حكومة واحدة. طالما على العدو الذي قتل أطفالنا وشبابنا واحرق قرانا أمام عيوننا غير متفقين على توصيفه عدو وجودي، كيف تكون حكومة واحدة وقسم من السياسيين يعتبر البيئة التي ضربت غير بيئته. وكيف يشرع البرلمان؟ هل يشرع لشعب واحد أو شعوب وبيئات.؟ وكيف تؤلف الحكومة وتحمي السيادة، اذا كان الاحتلال ليس خارقا للسيادة، واذا كان تحليق طيران العدو ليس خرقاً للسيادة عند بعض السياسيين ولهم كتل في البرلمان، وكيف تحمي الحكومة الدستور وأولى مواده حفظ حدود لبنان وسيادته وهناك من يعبر أن سيادة لبنان لم تخرق من قبل العدو اليهودي وحلفائه، والانكى انه يعتبر كل من حمل السلاح و دافع عن الأرض واستشهد هو من خرج على الشرعية وهو من انتقص من سيادة لبنان. وكيف ترعى الحكومة التطور الحقوقي والسياسي السلمي في الكيان طالما الساكنين بالكيان بيئات وشعوب. وكيف تلبي الحكومة حاجات المواطنين الاقتصادية والاجتماعية والقضائية والأمنية طالما ليسوا مواطنين متساوين.
آن لشعبنا في لبنان أن يعي وحدته الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والأمنية. وآن له أن يعلم أن مصيره واحد، وآن له أن يعي شخصيته الوجودية وأنها مرتبطة بمصير قوميته السورية. نحن لا نطالب الذين يشتغلون بالسياسة أن ينضموا إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، نطالبهم أن يهتدوا بمبادئ الزعيم سعادة كي يتمكنوا من بناء دولة قادرة تحفظ وجودها وتحفظ بقائها. وما قلناه عن الكيان اللبناني ينسحب على باقي كيانات الأمة السورية. وان بقي شعبنا مجافي لمبادئ سعاده فسيبقى مصيره التخبط والفوضى والهلاك