صوت سعاده

إنه لمن الصعب جداً إيجاد أساس اقتصادي حقيقي للدولة اللبنانية خارج الدورة الاقتصادية السورية. فإذا حدثت قطيعة اقتصادية بين لبنان والشام، كما بين لبنان وفلسطين، فإن الاقتصاديات اللبنانية، تصاب بضربة عظيمة لا يمكن إحصاء كل نتائجها.

إن المولعين بالخيالات وغير المسؤولين عن مصير الشعب اللبناني، يتغنون بإيجاد سويسرا ثانية من لبنان، من حيث الاصطياف ومن حيث تثبيت الاستقلال سياسياً على أساس الحياد. إن مسألة تحويل المصايف اللبنانية إلى مصايف من طراز سويسرا في أبنيتها وطرقها وجنائنها وساحاتها، هي مسألة لا يمكن حلها بمقالة في جريدة أو بقصيدة على منبر.

أيها الرفقاء السوريون القوميون الاجتماعيون

بفضل جهادكم، وبفضل إيمانكم المتين، وبفضل صبركم على الشدائد، وصبركم على الأذية، تتلقونها من إخوان لكم من أبناء شعبكم ووطنكم، الذين، لأتكم تحاولون إنقاذهم من عادات وأمراض تملكت بهم، أصبحوا يلطمونكم، لأن العادة فيهم أصبحت أقوى من حب الشفاء.

بفضل هذا الصبر، وهذا الجهاد، الذي تألم كثيرون منكم وفقد كثير منكم من شؤونه ومصالحه شيئاً كثيراً في حياته المادية، بفضل هذا الجهاد، نقف اليوم تحت سماء الوطن أحراراً نتكلم بحرية، مخاطبين أبناء قومنا الذين لطمونا، والذين لم يلطمونا، لنصارحهم بما يؤول لخيرهم وعلائهم ومجد أمتهم.

(اتفاقية النقد بين لبنان وسوريا ) (خطاب عين زحلتا )1947- 1948

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *