تخلل عام 2024 العديد من الأحداث الهامة التي هزت بلادنا، سورية الطبيعية، ومنطقة الشرق الأوسط والعالم… نسرد أبرزها مع بداية العام الجديد:
– توسع المواجهات بين حزب الله وفصائل المقاومة الوطنية والإسلامية والعدو الإسرائيلي:
رغم أن حزب الله قد أعلن دعمه لعملية طوفان الأقصى منذ اليوم الثاني للعملية من خلال ضرب المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة بالقذائف المدفعية والموجهة في 8 أوكتوبر عام 2023 ، إلا أن وتيرة المواجهة قد تصاعدت مع مرحلة إغتيال قادة المقاومة في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، حصن المقاومة التاريخي، بدءًا بإغتيال الشهيد القائد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مكتبه في الضاحية الجنوبية ببيروت، مرورًا بسلسلة من استهداف مختلف قادة وحدات المقاومة ومجموعاتها، كان أبرزهم الشهيد فؤاد شكر المستشار العسكري للأمبن العام لحزب الله وأحد مؤسسي الجناح العسكري للحزب إلى جانب دوره المحوري في تطوير منظومة الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى لدى المقاومة. وقد جاء هذا الاغتيال بعدما زعم الاحتلال الإسرائيلي أن صواريخ للمقاومة وقعت في قرية مجدل شمس المحنلة، ما أدى إلى وفاة 12 طفلًا، فارضًا رقابة أمنية على كل التحقيقات التي كان من الممكن أن تكشف أن هذا «الصاروخ» هو أحد صواريخ القبة الحديدية التي شوهدت عشرات المرات تفشل في اعتراض أهدافها.
لم تتوقف إسرائيل عن جرائم حربها عام 2024 أيضًا، فكانت العملية الأمنية الصعبة التي تلقتها المقاومة بتفجير البايجرات وأجهزة الاتصال ما أدى إلى استشهاد العشرات، وجرح الآلاف من العسكريين والمدنيين الآمنين في منازلهم. وبرغم من جريمة الحرب هذه، إلا أن المجتمع الدولي الذي لايزال صوته أسيرًا لدى أمريكا وحلفائها، لم يحرك ساكنًا. دون ان ننسى ان استهدفا تم لقيادات المقاومة الفلسطينية وبعد استشهاد عباس هنية في طهران كان استهداف يحيى السنوار مشتبكا في غزة في السادس عشر من أكتوبر .
إستمر مسلسل الإغتيالات مع استهداف قادة الرضوان، ولم ينته حتى مع إستهداف الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله… والسيد هاشم صفي الدين إلا أن المقاومين المرابطين في الجنوب وبعكس كل التوقعات الإسرائيلية والأجنبية وأبواقهم في الداخل، لم يضعف إيمانهم أو ينهاروا، قاتلوا ببسالة وحولوا الجنوب لمقبرة للفرق المتقدمة التي تجاوزعديدها الثمانين ألفًا، وقد كانت خلفهم جبهة داخلية أوت النازحين وكسرت طموح كل من عوّل على مواجهات داخلية تخلخل توازن المقاومة شعبيًا، كان عمادها الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي سخر كل طاقاته، شيبًا وشبابًا، على هذه الجبهة ، إلى جانب الجبهة العسكرية التي قدم فيها ثلة من أبطاله شهداء على مذبح نهضة الوطن.
– وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية:
توفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في 19 أيار 2024 في حادث المروحية التي أقلته إلى تبريز بعد حضوره حفل تدشين مشترك لسد مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف على حدودهما المشتركة. ومن بين القتلى في الحادث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. كلف المرشد الأعلى الإيراني السيد علي الخامنئي نائب الرئيس محمد مخبر بمهام الرئيس بالوكالة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 حزيران. وخرج الإصلاحي مسعود بيزشكيان منتصرا في الجولة الثانية ضد المحافظ سعيد جليلي.
– إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة:
في الخامس من تشرين الثاني، فاز المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية أمام المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، محققا عودة لم يتوقعها أحد. يصبح دونالد ترامب بعد ذلك أول رئيس يُعاد انتخابه لولاية ثانية غير متتالية منذ جروفر كليفلاند – الرئيس الثاني والعشرين والرابع والعشرين للولايات المتحدة – في نهاية القرن التاسع عشر. ويجب أن يتم تنصيبه رسميا في 20 يناير 2025 ليخلف جو بايدن الذي تغلب عليه في 2020.
– بنيامين نتنياهو ومذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية:
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه آنذاك يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة في إطار الحرب الإبادية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023. والمضحك، أنه وفي بيان صحفي أصدره مكتبه، وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية على الفور قرار المحكمة بأنه «معادي للسامية».
– سقوط النظام السوري:
في الثامن من كانون الأول، وفي نهاية هجوم خاطف استمر أحد عشر يوماً من شمال سورية مدعومًا من تركيا وأوكرانيا، تمكن تحالف من الجماعات الإسلامية المتطرفة – بقيادة مجموعة هيئة تحرير الشام، الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة – من السيطرة على سورية والاستيلاء على العاصمة دمشق، ومغادرة بشار الأسد إلى موسكو، ما يعيد خلط الأوراق في المنطقة. ويضع سورية بين فكي الخطر التركي شمالًا والإسرائيلي جنوبًا الذي قام باستهداف وتدمير جميع المرافق الحيوية والعسكرية والصناعية السورية، فضلًا عن خطر القوات الرجعية التي بدأت تشكل خطرًا على جميع أوجه التنوع في المنطقة.
– التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية:
في صيف عام 2024، عندما استمرت الحرب في أوكرانيا لأكثر من عامين، شنت القوات المسلحة في كييف توغلًا مفاجئًا في منطقة كورسك الروسية في 6 آب. وهذا هو أول توغل من قبل قوة أجنبية داخل الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. المفاجأة كانت مدوية بالنسبة لموسكو. وزعم الجيش الأوكراني إنه تقدم بسرعة لمسافة تزيد على 1000 كيلومتر مربع في المنطقة. لكن في تشرين الثاني، أفادت التقارير أن القوات الأوكرانية فقدت أكثر من 40% من الأراضي في منطقة كورسك التي احتلتها هذا الصيف.
ـ رئيسة وزراء بنغلاديش تستقيل وتفر من البلاد:
في 5 آب، استقالت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة – التي حكمت البلاد بقبضة حديدية لمدة خمسة عشر عاماً – من منصبها وهربت من البلاد إلى الهند بعد حركة احتجاجية غير مسبوقة وأعمال عنف غير مسبوقة منذ استقلال البلاد في عام 1971. تولى محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام، والملقب بـ «مصرفي الفقراء»، البالغ من العمر 84 عامًا، رئاسة الحكومة المؤقتة في البلاد. وأعلن، الاثنين 16 كانون الأول، أنه سيتم تنظيم الانتخابات التشريعية نهاية عام 2025 أو بداية العام التالي.
– في كوريا الجنوبية، إقالة الرئيس يون سوك يول:
في ليلة الثالث والرابع من كانون الأول، فاجأ الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الجميع بفرض الأحكام العرفية في البلاد وإرسال الجيش إلى البرلمان لإسكاته. وفي خطاب بثه التلفزيون، برر تصرفاته التي تهدف إلى «حماية» البلاد من «القوات الشيوعية الكورية الشمالية». لكن تحت ضغط من المجلس والمتظاهرين، تراجع بعد ساعات قليلة. أدى فرض الأحكام العرفية، وهي خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من أربعين عامًا في كوريا الجنوبية، إلى تقديم أول اقتراح لعزل الرئيس يون سوك يول. وأمام المحكمة الدستورية 180 يومًا للمصادقة على إقالة الرئيس أو عدم إقالتها. وبدأت المحكمة النظر في هذا الفصل في 16 كانون الأول. ويتولى وزير المالية تشوي سانج موك منصب الرئيس المؤقت الجديد منذ 27 كانون الأول.