منذ بدء الحرب على الشام في العام 2011 بما سمي بالربيع العربي لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد وذلك لإعادة تقسيم الأمة السورية لزيادة إضعافها، خدمة لمصلحة الكيان اليهودي المغتصب وضماناً لأمنه، مستخدمين لهذا المشروع عشرات الآلاف من المرتزقة الاسلاميين السلفيين التكفيريين من كافة بقاع الأرض مدعومين بالمال الخليجي القذر قادمين من بوابة العثماني الجديد أردوغان (لص حلب) مدعومين لوجستياً وعسكرياً من الكيان اليهودي الأمريكي الأوروبي المشترك، وبعد أن حققت الشام والجيش الشامي ومن معه من حلفائه انجازات كبيرة في احباط هذا المشروع وهزيمة هذه الجحافل البشرية ومن ورائها، دافعاً مقابل تحقيق هذا النصر آلاف الشهداء والمفقودين والمصابين من العسكر وألاف الشهداء من المدنيين والآلاف من المهجرين والمهاجرين، بالإضافة إلى تدمير المدن وتدهور الاقتصاد وفقدان الموارد الطبيعية، ولكن يبدو أن مشروع التقسيم ما زال قائماً ترعاه أمريكا والغرب والكيان المغتصب وتركيا المدفوعة بالأحلام العثمانية في احتلال الشمال ومدينة حلب هذه المدينة والتي كانت في مرحلة الاحتلال العثماني تعتبر ثالث مدينة في الدولة العثمانية لأهميتها الصناعية والتجارية فقد تواجدت بها البعثات الغربية الدبلماسية والتجارية وهي ضمن تقاطع أهم الطرق التجارية في بلاد الشام مع تركيا والعراق وصولاً إلى ميناء الاسكندرون الميناء التجاري سابقاً لمدينة حلب وشريانها التجاري الحيوي، هذه الأطماع التي ما زالت قائمة رغم جميع الالتزامات والوعود التي قدمتها تركيا في المساهمة في انهاء الأزمة الشامية عبر العديد من المؤتمرات والاجتماعات والتعهدات، كل ذلك برعاية روسية، ولكن من الواضح أن ما تعلنه تركيا ورئيسها غير ما تضمره، ويبدو أن الحكومة الشامية وبعد أن استقر الوضع عسكرياً في مناطق الصراع لصالح الدولة وبدأت عمليات التفاوض وتقديم الوعود الكافية من قبل الأتراك بدء العمل على استقرار الوضع الداخلي وتخفيف الضغط العسكري على الدولة، هذا الاستقرار والذي لا يتناسب مع المشروع اليهودي في استمرار الصراع الداخلي طائفياً واعادة محاولة تقسيم الشام وقضم أجزاء من ارضها لصالح العدوين التركي واليهودي المغتصبين واللذين حذر منهما الزعيم أنطون سعادة منذ أكثر من 90 عام، ومع توقف الحرب الدائرة في الجنوب اللبناني مباشرةً والتي ذهب ضحيتها أكثر من 4000 آلاف من الشهداء من ابناء أمتنا وتدمير القرى الجنوبية وأجزاء كبيرة من بيروت، أقدم العدو اليهودي على تهديد الشام لدعمها الكبير بالسلاح والصواريخ مقاتلي جنوب لبنان وفتح طرق الامداد أدى ذلك لكسر قوة جيش هذا الكيان اليهودي على الأرض رغم تفوقه بسلاح الجو مما أدى إلى تهجير مستوطني شمال فلسطين واضعاف الاقتصاد ومغادرة أكثر من مليون مستوطن يهودي خارج الكيان فكان التهديد على لسان رئيس وزرائه والذي أعطى بذلك الضوء الأخضر لأتباعه ومرتزقته في شمال غرب سوريا وتحديداً إلى جبهة النصرة وحلفائها، بالإضافة لذلك رفض الشام لجميع العروض المقدمة لها من قبل العديد من الوسطاء للتطبيع مع الكيان اليهودي مقابل انهاء الأزمة بالشام والتمويل المالي الكبير، إضافة إلى رفض الشام ترسيم الحدود مع لبنان والتي سيتم بموجبها بناء اكثر من 400 نقطة مراقبة ترعاها أمريكا وبريطانيا تقوم هذه النقاط بالتجسس والمراقبة وقطع شرايين التواصل بين الشام ولبنان خدمة لأمن الكيان اليهودي، هذه أهم أسباب هذا العمل العسكري الأخير في الشام فتم تجهيم هذه الجماعات بعد أن قدم لها السلاح واللباس والتدريب العسكري عن طريق الاستعانة والتنسيق الكامل مع ضباط من الموساد وضباط من الجيش الاوكراني للتدريب على استخدام الأجهزة الحديثة والطائرات بدون طيار، أوكرانية وتركية وفرنسية الصنع مع تغطية كاملة بالأقمار الصناعية والصور الفضائية و دعم لوجستي وعسكري تركي أمريكي إسرائيلي، وقد حدد أردوغان وزعيم الكيان اليهودي المغتصب ساعة الصفر، فانطلقت جحافل هذه المرتزقة لتجتاح حواجز ونقاط الجيش الشامي بشكل مباغت، بتشكيل عسكري يصل تعداده لأكثر من 30 الف مقاتل ودعم لوجستي وهؤلاء المرتزقة مدربين ومدججين بالسلاح والعتاد لتسقط على أثر هذا الهجوم قرى ادلب ومن بعدها قرى حلب في أقل من 24 ساعة ومن ثم يعلن الجيش الشامي انسحابة من حلب لاعادة تشكيل قواته لتسقط حلب المدينة وريفها في غضون ساعات، وتعتبر جبهة النصرة أو جبهة تحرير الشام المتزعمة الهجوم بقيادة ابو محمد الجولاني المتأسسة عام 2012 بتمويل من تنظيم داعش والتي يقاتل تحت لوائها آلاف المقاتلين من مختلف أصقاع الأرض من الصين والشيشان وباكستان والعديد من دول العالم العربي، والتي انشقت عن التنظيم في العام 2016 وحصرت عملياتها داخل الحدود الشامية لتقوم بتغيير اسمها بعد ذلك بعام واحد إلى جبهة تحرير الشام بعد ادراج اسم جبهة النصرة في قائمة الارهاب عالمياً، ليتحدث عنها أحد مسؤولي الكيان وهو (موشي يعلون وزير الحرب الاسرائيلي) حين تواجدت قواتها في حوران وعلى حدود الجولان حيث قال بأن الكيان يشعر بالطمأنينة طالما حلفائه على حدوده الشرقية أي على حدود الجولان المحتل، وقد كانت مشافي الكيان اليهودي تستقبل جرحى هئا التنظيم خلال المعارك التي كانت تدور مع الجيش الشامي وتقدم لهم الدعم الطبي الكامل ليقوم نتنياهو رئيس وزراء الكيان بزيارتهم بالمشافي بشكل شخصي.
وتعتبر هذه العملية العسكرية المخطط لها تركياً هي محاولة لاحتلال الشام أو ترسيم حدود التقسيم للشام وصولاً لحدود العراق مروراً إلى دير الزور لإغلاق طريق الشام العراق مع استنزاف كامل للجيش الشامي، فكان التكتيك العسكري هو الانسحاب للجيش لتنظيم قواته والتجهيز لوجستياً وعسكرياً للبدء بمعركة القضاء على هذه الجماعات وتحرير المدن المغتصبة، ومنذ ساعات بدء الجيش الشامي بتحرير قرى شمال حماه بدعم من القوات الجوية الروسية الحليفة ومهاجمة مقرات القيادة للتنظيم في ادلب ويعتقد بأن إحدى هذه الغارات دمرت مقر قيادة الجولاني والتي أدت إلى اغتياله مع عدد كبير من قادة التنظيم، مع إغلاق كامل للحدود والمعابر التركية مع الشام ومنع أي هروب أو تسلل اليها.
وكما قال انطون سعادة (انه صراع طويل وشاق ونحن نعرف جيداً أنه كذلك ونسير بهذه المعرفة واثقين مطمئنين وهذا الاطمئنان نفسه يعني أن النصر في النهاية شيء أكيد لا مفر منه).
وأيضاً قال (نحن أمة كم من تنين قتلت في الماضي ولن يعجزها أن تقتل هذا التنين الجديد، إنها لحرب مؤلمة جداً لأنها بيننا وبين جماعة تريد أن تنتصر علينا وتخذلنا، ونريد أن ننتصر بها ونعززها..).
وأيضاً (ما أشد الأباطيل ظلماً، وما أخبث التنين الذي تتحدر لمنازلته ولسحقه، انه تنين عديد الرؤوس كثير البراثن والمخالب وحاد الأنياب، انه تنين مزدوج مشترك من فساد الذل في اجيال عديدة مرت في هذه الأمة، ومن إرادات أجنبية تتحالف مع الذل والفساد تحاول الالتفاف علينا لخنقنا تحاول القضاء على ما في نفوسنا من شرف).