أرضُنا لنا، ولن تبقى سليبة

أرضُنا لنا، ولن تبقى سليبة

” ليس شيءٌ أضمنَ من استعداد الأُمم للفناء في مُعترك تنازع الحياة والتفوّق”

سعاده

أواخر العام 1936، ارتسمت ملامحُ المؤامرة، بفكّيها التركي والفرنسي، للإطباق على لواء الاسكندرون السوري، ووضعه تحت “سيادةٍ فعليةٍ مُشتركة”. وقد تزامن ذلك، بعد أن مهّدت فرنسا مناخات التجزئة والفصل بين لبنان والشام، مع توقيع اتفاقيتين منفصلتين مع كلّ منهما، مقرونتين بدعم زمرةٍ من الخونة المتواطئين على سيادة بلادهم، وحقوق شعبهم ومصيره، دامغين جباههم بوصمة عار الحدود المُصطنعة، فيُعزلُ حينها لبنانُ وتستفردُ الشام .

وبعدها بنيّفٍ، تُصدرُ “عُصبة الأمم” قرارها بتاريخ 29 أيـار1937 القاضي بفصل اللواء عن الشام وتعيين حاكمٍ فرنسيٍ عليه، ليكتُب سعاده يومها مقالهُ “الأرض السورية يُدافع عنها جيشٌ سوري لا جيش تركي”، وفيها يقول: “إن تأمين السلام على الحدود السورية التركية، لايُمكن أن يتم بالاجحاف بحقوق سورية وإفقادها سيطرتها على بقعةٍ هامة في الوطن السوري، تُضاف إلى البقاع التي فقدتها بموجب اتفاقياتٍ سابقة”.

وبتاريخ 15 تموز 1938، تدخلُ القوات التركية بشكلٍ مفاجئ إلى مُدن اللواء وتحتلُها، حيث تراجع الجيش الفرنسي إلى أنطاكية، لتُشرف الإدارة الفرنسية لاحقاً العام 1939 على استفتاءٍ مسخ حول ضمِّ اللواء إلى تركيا، وقد رفضهُ أهلُ اللواء من السوريين، فما كان من الغول التركي إلاّ أن بدأ بسياسة التتريك والتهجير ومُصادرة الأراضي، واستبدال أسماء المُدن والقُرى السوريّة الأصيلة بأسماءٍ تُركيّةٍ هجينة، محاولاً طمس الهوية السورية.

ونراهُ يتوغّلُ اليوم مُجدداً شمال الشام، بذريعة “مكافحة الإرهاب”، والعالم أبكمٌ أصمّ، فلا “عُصبةُ” الأمس ولا “جمعيةُ” اليوم، تُعيدُ حقاً أو تقيمُ عدالة.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون

إنّ الحركة السّوريّة القوميّة الاجتماعيّة حركة الحقّ والخير والجمال لكلّ بقاع هذه الأمّة، لذلك فإنّ مسألة الحدود الشماليّة تقع في صميم قضيّتنا السّوريّة، ولا يكتمل نضالنا دون العمل على استعادتها؛ وليس استشهاد الرّفيق الياس محمود سمعان على مشارف يوم الحدود الشّماليّ إلّا شاهداً على هذا العمل النّضالي.

وعليه ليس اللواءُ السليب، إلاّ بقعةً من تُراب الوطنِ السوري المُقدّس، مَثلهُ، مثلُ فلسطين والأحواز وسيناء وقبرص، كما كيليكيا ودياربكر وماردين ونصيبين وحرّان وسميساط وأورفة… تلك التي لن تستعيدها إلاّ سواعدكم، فهي كانت وستبقى رمز نضالكم، ودفق عُروقكم، وناصية جباهكم، المُكللة بالعز والنصر في كل ساحات الجهاد، لأنكم الذين حفرتم على ألواح قلوبكم “سورية للسوريين والسوريون أمةٌ تامة”، وما بدّلتم تبديلا.

#يومالحدودالشمالية

#14_كانون_الأول

#أرضنا_لنا

عمدة الإذاعة