بعد استشهاد قائد المقاومة

لم يتمكّن اليهود عبر التاريخ أن يثبِّتوا قيام مملكة إسرائيل واستمرارها، بسبب عنصريتِهم وحروبِهم مع ممالك وشعوب المنطقة، بعد أن قتلوا الأنبياء، بمن فيهم أنبياءهم، وحرّفوا كتابَهم.

ولم تُعرف حقيقةً مملكتُهم إلاّ في عهد سليمان الذي تبيّن انه الحكيمَ الوحيد بينهم، الذي عرفَ كيفية التعايش بسلام مع مختلف الأقوام والإتنيات المحيطة به، فاستفادَ مما أغدقوه عليه من ثروات وفق ما جاء في التوراة.

وقد غلَّبوا مشروعَهم الدنيوي على المشروع الديني، الذي انطلقَ مع شريعةِ موسى أولى شرائع الله المُنزلَة.

وقد أصدرتُ كتاباً عنوانه: ” الإرث اليهودي في المسيحية” الذي استعرضتُ فيه ما اختصرتُه هنا.

وبعدَ حصولِ التحريف الواضح في كتابِهم، وإقناع المسيحيين به كمدخلٍ للإنجيل، إنبرى بعضُ اللاهوتيين في المسيحية يبررونَ ذاكَ التحريف لدرجة أنهم خطَّأوا المسيح والإنجيليين في مواضِع عدّة. ثمّ سعوا وعلى مدى قرون ولا سيّما خلال عقود القرنين التاسع عشر والعشرين، لإرساء الحركة الصهيونية، ولحشدِ الدعم الغربي اللازم لإقامةِ كيانهم الحالي.

ولولا هذا الدعم المستمر حتى اليوم من خلال دولٍ عدّة وفي مقدّمها الولايات المتحدّة التي سيطروا بوسائل عدّة على مفاتيح السلطة فيها، لأعادَ التاريخُ ذاتَه واندحرت دولتُهم من جديد، دون تريُّث وانتظار، سوف يكلّف حتماً شعوبَ المنطقة كما العالم خسائرَ كثيرة.

وبالخلاصة: مهما قتلوا واستباحوا شعبَ فلسطين ولبنان والمنطقة، ومهما استهدفوا علماء وقادة في أي مكان من العالم، ومهما شنّوا غارات على جيوش وقوى مقاومة تقفُ في وجهِ مشروعِهم الباطل، لن يؤمِّن كلّ هذا الحياة الدائمة لكيانِهم الزائل ولو بعد حين.