ايها القوميون
إن الاخلاق هي السمة الأساسية لنجاح عملكم، والمحافظة على الأخلاق القومية يكون بالإلتزام والصدق والمروءة واحترام النفس والثبات على القناعة التي من خلالها عمّدتم انتماءكم بالقسم لنهضة عقيدتكم.
أيها القوميون
إننا نشهد ونعاصر مرحلة آن الاوان لكم لتنتفضوا فيها على عوامل الاحتقار والازدراء والكره التي يمارسها قلة قليلة لا شأن لها سوى نشر الإحباط، وهز ثقتكم بأنفسكم وبمن حولكم لحرفكم عن طريق الكفاح والجهاد.
إنّ حزبكم هو حركة تجديدية مستمرة لا تتوقف بغياب شخص، ولا تتأثر بظرف معين أو عثرة ادارية، لأنه ليس حزبًا اعتياديًّا غرضه إكثار عدد أعضائه وفتح مكاتب دعائية، أو ربح معركة انتخابية لتحقيق منافع شخصية لا تصب بالمصلحة القومية العليا، ولا تغيّر حالة الأمّة ووجهة سيرها وارتقائها.
ومع ذلك فقليلون من أبناء التربية اللّاقومية، أو من أبناء النزعة الفردية البغيضة، يدركون خطورة هذه الحقيقة، ويهيّئون أنفسهم لتلقي علاج الخروج من تلك الحالة، فيمعنون في بث أمراضهم ونزعاتهم، حتّى حين يقبلون على الحزب ويعلنون رغبة في التصحيح، فيكون ذلك إمعاناً بضرب ما تبقى من قيم وأخلاق.
أيها القوميون…
لا تفرحوا بوجود فئة بينكم دورها منعكم من تحقيق تقدم حزبكم، ولعب الدور الحقيقي الذي لا يتبدل وفق أي ظرف أو تحت أي مصلحة أو إرادة مزيفة، ولا تحزنوا لغيابهم لان بفقدانهم تحققون مكسباً… فلا نهضة بالاحتيال والخداع، ولا يقوم حزب بالخديعة والدجل.
إنّ بالأخلاق الصحيحة والصراحة الكلّية والإرادة الصراعية، بهذه الأمور مجتمعة تقوم الأمم وتنهض القوميات وتسير في طريق النصر.