الجدار الأخضر

غرد على قلمي.. على قيثارتي

إني أحسك في صدى أشعاري

لهبا.. وعاصفة تثور.. وصيحة

تجتاح قلب الشعب كالإعصار

غرد ففي صدري شراع جائع

يشتاق أن يلوي عناد الصاري

أنا لا أطيق الصمت.. فاصرخ في فمي

يا زارع البركان في أوتاري

إني أغص مع الهتاف.. و تنحني،

في لوعة الذكرى، غصون الغار

هذا الجدار.. وخلفه لي قصة

خرساء تكتمها حجار الدار.

هذا الجدار.. يضم بعض هزيمتي

وتشردي.. وتمزقي.. واساري

هذا الجدار.. تنام فيه جحافلي

وغداً تفيق على نداء الثار

مهلا.. إذا مات السكون على يدي

وانهار في زحف الجيوش جداري

ستطل من هذا العرين براعمي

وتقوم تهزأ بالردى أزهاري

أشبال هذي الدار.. بعض عواصفي

وزئيرهم شعري، و لحن كناري

لن يركعوا تحت الظلام وان طغت

خلف الظلام خناجر الأشرار

لن يركعوا.. والحرف في أقلامهم

من جمر ملحمتي وضوء نهاري
……………………………

نبذة
كمال خير بك شاعر ومقاوم سوري ولد في مصياف عام 1935 تعود أصول عائلته إلى مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية. انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي وتحمل مسؤوليات عديدة فيه، فتسلم مسؤولية منفذ عام ثم انتخب عضوا في المجلس الأعلى في أوخرالخمسينات. وقد تعرض للسجن و الملاحقات عدة مرات.
بدأ تعليمه الابتدائي في مدارس اللاذقية ونال الشهادة الثانوية فيها، وبرزت موهبته الشعرية في بداية شبابه، حيث بدأ بكتابة الشعر وهو في سن ال 15، حتى أنه عارض الشاعر «بدوي الجبل» في قصيدته الشهيرة «خالقة» من خلال قصيدة نظمها مستخدماً نفس القافية والوزن ولكن برؤيته المختلفة كلياً عن رؤية البدوي.
انتقل إلى بلدة الكورة في شمال لبنان بداية عام 1952 وعاش فيها . حصل كمال خير بك على دكتوراه في الأدب العربيِّ من جامعة جنيف على أطروحته «حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر»، والتي بدأ العمل عليها في «السوربون»، بإشراف المستشرقِ الفرنسي الشهير “جاك بيرك”، ثمّ أتمّها في جامعة جنيف عام 1972.
له عدة دواوين منها: دفتر الغياب. مظاهرات صاخبة للجنون، وداعا أيها الشعر، البركان، الأنهار لا تعرف السباحة في البحر(قصائد جمعت و طبعت بعد استشهاده).
استُشهدَ كمال اغتيالاً سنة 1980 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.