الكيان الزائل بات مكشوفا امام الكون

الكيان الزائل بات مكشوفا امام الكون

“يمكن ان تخدع كل الناس بعض الوقت وبعض الناس كل الوقت لكنك تفشل ان تخدعهم جميعاً كل الوقت” يمكن القول ان هذا حال الكيان الغاصب اليوم. من اروقة الجامعات غرباً وشرقاً إلى أقواس المحاكم في لاهاي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث مزق مندوبها ميثاقها امام أعين البشرية جمعاء تبدو عملية الخداع الكبرى قد شارفت على نهايتها حتى ليبدو الأمر وكأننا امام قصص الخيال التي نهايتها الدائمة هزيمة الاشرار.
السؤال الكبير ليس ماذا يجري للكيان الغاصب، بل ماذا يجري للعالم الغربي الذي سوق هذا الكيان لقرن من الزمن دون ان يعي خطورة ما يفعله بحق الإنسانية خصوصاً بعد حربين عالميتين على أثرهما استحدث منظمات واجهزة عدالة لحماية الانسان والبشرية ككل من الغطرسة والإفناء والجريمة الجماعية.
ان سقوط الكيان الغاصب هو امر حتمي ليس لأنه يدور على غير محوره وحسب، بل جاء ذلك ايضاً في كتب الأولين وهناك طائفة من الذين يشكلون هذا الكيان تعتبر ان ما يجري لملتهم انما مؤامرة ابادة يقوم بها الصهاينة لإحكام السيطرة على مقادير الارض بواسطة شعب ضلل لمئات من القرون بانه شعب الله المختار.
هناك قاعدة قانونية تقول “من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه “يبدو ان ذلك ما هو حاصل اليوم على المقلبين الدولي والإقليمي. فالانتكاسات تتوالى منذ سبعة تشرين اول (اكتوبر) واذا ما تركنا ارض الميدان، حيث تجري المنازلة الكبرى ويسطر اهلنا في غزة أروع البطولات فضلاً عن رباطهم الدائم عليها واستعرضنا انعكاسات تلك المنازلة على الصعيد الدولي لحصلنا على مشهد يبدو انه يعيد صياغة العالم من جديد.
أميط اللثام عبر كتب ووثائق حول دور الصهيونية في إذكاء الفتن والحروب وحتى الثورات التي بدت تحررية في بداياتها لتقفل على (فرعنة) الصقت خطأً بفرعون فمنذ ما بعد القرون الوسطى وهيمنتها على بيوت المال والعالم الرأسمالي واضحة للعيان وكانت آخر مآثرها محاولة احلال شعب مكان شعب في فلسطين للإطباق على منابع الطاقة ومنع اي تنمية مستدامة والانخراط بالحضارة لما يدعى بدنيا العرب. وهي في كل مرة تجهز المسرح بحدث ما كما حدث للارشيدوق النمساوي في صربيا لتندلع حرب عالمية وصفت بالأولى ،ولتأتي بعنصري في ألمانيا كاد يدمر العالم وآخر مآثرها كانت تدمير البرجين في نيويورك لتبدأ مرحلة من أطباق جديد على المقدرات اعقبها في دنيا العرب ربيع ساخن أدى إلى تعرية مشروع الدولة الذي أقيم هنا وهناك وهنالك واستكمل المشهد بمحاولة اطلاق يد الاخوان المسلمين وإحياء خلافة ال عثمان عبر حزب العدالة والتنمية في تركيا تمهيداً لوضع اليد على الطاقة النظيفة ومد الأنابيب لتصل إلى المعامل الأوروبية وإعطاء الدولار المزيف ( غير مغطى إلا بقوة القواعد والأساطيل ) فترة سماح جديدة توازي الفترة النفطية. وإذا ما أضفنا محاولة المحاصرة لروسيا من خلال المهرج الاوكراني واستفزاز الصين عبر تايوان فتكتمل فصول المسرحية التي يجري الان تعريتها على ارض الرباط في غزة.
هذا المشهد الفسيفسائي التي تتداخل رقعه ويتماثل أبطاله من بكين لصنعاء لطهران لغزة للجنوب اللبناني وصولا إلى موسكو غير مألوف في التاريخ، واذا ما أضفنا اليه جنوب افريقيا والبرازيل وبطولات طلاب الجامعات غرباً وشرقاً نصبح امام رقعة منازلة عالمية أسوة بالحربين العالميتين ودماء أطفال غزة ونساءها وشيوخها اضاحي كما في الأساطير تعيد التذكير بمحاولات الانبياء والرسل لإطلاق إنسانية جديدة تحالف الحق وتجافي الباطل لينعم الجميع بالأمن والسعادة والرخاء.