بعيدًا عن العدد الكبير للإصابات في القصف المعادي على حلب، والذي استهدف مراكزًا للمقاومة، كان لافتًا جدًا، تزامن القصف مع هجوم لما يسمى قوى المعارضة من جهة الريف الجنوبي للمدينة وتحديدًا جبهة النصرة الإرهابية، ما بدا أنّه على درجة عالية من التنسيق.
في هذا الإطار يمكن الجزم أن الدعم الاسرائيلي المباشر للمعارضة السورية تجلّى في حلب بوضوح، حين استخدم جيش العدو أدواته على الأرض كعامل اشغال واضح.
خلال سنوات عمدت وسائل اعلام خليجية إلى رفض فكرة التنسيق بين ما يسمى المعارضة والعدو، من خلال محاولة اعطائها هوية الضحية انسانيًا وسياسيًا، وعادةً ما تنتفي جدوى النفي أمام الفعل، فما كان يُحكى عن دعم اسرائيلي في ريف القنيطرة وعلى حدود الجولان، التمسه الجميع اليوم لجهة القصف الاسرائيلي الأعنف منذ العام 1973 على الشام، بالتزامن مع تحرك عسكري للمعارضة في مناطق هُزمت فيها قبل سنوات لصالح الدولة الوطنية في الشام.
الإعلام العبري اعتبر أن ما تفعله المقاومة في جنوب لبنان، من تفريغ لمستوطنات شمال فلسطين المحتل، يستوجب ردًا من نوع آخر، ولذلك اشتدت في الأسبوعين الأخيرين الضربات في بعلبك والمناطق الشامية.
من الشمال إلى الجنوب، أتت بيانات فصائل المقاومة في فلسطين عن عمليات استهداف كبير لجيش الإحتلال داخل غزة، لتعود وتؤكّد أن كل ما حكي عن تدمير بنية المقاومة العسكرية هو دعاية عبرية لم تثبت صحّتها.
وبناءً عليه اشتدت عمليات استهداف المدنيين في المدينة انتقامًا، ما يشير أيضًا إلى أن الإحتلال لا يزال عاجزًا عن اصابة أي هدف من أهدافه المعلنة، وهو لا يراكم سوى مجازر باتت تظهر صورته الحقيقية أمام الرأي العام العالمي أكثر فأكثر.