مستقبل قاتم أمام مستوطني الشمال: نعاني التفكك والمقاومة تحرمنا شرب القهوة

يواجه المستوطنون شمال فلسطين المحتلة، مستقبلا مجهولا، ومخاوف من عدم قدرتهم على البقاء في المستوطنات بتلك المناطق، بسبب وجود المقاومة على الطرف الآخر في لبنان.
ويخشى المستوطنون أن يعيشوا تجربة عملية طوفان الأقصى مجددا، ما دفع عشرات الآلاف منهم، إلى ترك المستوطنات، والهرب باتجاه “تل أبيب” ووسط فلسطين المحتلة، في ظل تصاعد استهداف المواقع العسكرية والمستوطنات ردا على المجازر في قطاع غزة.

وقالت صحيفة الغارديان، إن مقاتلي المقاومة يتواجدون على بعد بضعة كيلومترات، في التلال والقرى اللبنانية، وفي غضون أسابيع، تمكنت هجماتهم من إجلاء أكثر من 80 ألف مستوطن، وباتت الكيبوتسات والمستوطنات الإسرائيلية مجتمعات أشباح، تتجول فيها القطط وشوارعها مليئة بالأعشاب، ولا يكسر الصمت إلا أصوات الحرب والقصف وانفجارات الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار.

وقال أحد المستوطنين ويدعى عومير شيتا، إن معظم سكان المستوطنات، لن يعودوا إلا إذا تراجعت المقاومة عن الحدود، وحتى لو حدث وقف إطلاق نار في غزة، فربما لن يعودوا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المعادلة الأمنية تغيرت بصورة لا رجعة فيها، حين اقتحم مقاتلو “القسام” المستوطنات والقواعد العسكرية حول غزة في عملية طوفان الأقصى.
وقال شيتا: “يبدو وكأننا ما زلنا عالقين في 6 أكتوبر، لكن صور 7 أكتوبر لا تزال في أذهاننا.. يبدو أننا كنا ساذجين أو نشعر بالغطرسة، أخذوا كل ما نفكر فيه عن الواقع وهزوه”.

وعبّر جندي سابق يدعى أوري بن هيرتزل، وهو عضو في مجموعة مسلحة لحراسة مستوطنة عن مخاوف، وقال: “أنا قلق للغاية من أنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، ووقف لإطلاق النار هنا، وستطلب منا الحكومة العودة”.
وأشار مستوطنون، إلى أنه إذا بقي مقاتلو المقاومة في أماكنهم عندما يهدأ إطلاق النار على الحدود، فإن المناطق داخل فلسطين المحتلة، ستتحول إلى منطقة عازلة، وفقط كبار السن وغريبو الأطوار من يمكنهم العيش فيها.

وقال راز مالكا، أحد سكان المستوطنات: “لا أستطيع أن أشرب قهوتي الصباحية وأنا أرى العلم الأصفر لحزب الله يرفرف في قرية عبر الحدود، أعلم أن السابع من أكتوبر يمكن أن يحدث مرة أخرى إذا تمكنت من رؤية هذا العلم”.
وقال بن هرتزل إن “السماح للشمال بإفراغ الحياة لن يكون كارثة شخصية فحسب، بل سيكون أيضا خطأ استراتيجيا. نحن لم نترك أي منطقة قط، لكن هذه المنطقة الآن مهجورة”.

وقال شيتا إن الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى “تل أبيب”، والتي كان يعتقد أنها ستكون فرصة لإعادة شحن طاقته، جعلته غاضبا: “ذهبت لأجري بجانب البحر، وفكرت كيف يمكن أن تكون الحياة طبيعية إلى هذا الحد هنا”.
ولفت إلى أن من اعتقدوا أنهم بعد مغادرة المنطقة سيبقون فقط لأسابيع، هاهم بعد مضي خمسة أشهر، لا يزالون في الفنادق أو الشقق المستأجرة يشاهدون مستوطناتهم المتماسكة في السابق تتفكك.