الشاعر شكيب بدور
يا مثل هالليلة على روس التلال
هونيك في قرية زغيرة راتعة
عا كتف صنين الأبي شيخ الجبال
معقل حضارة سوريانا الواسعة
هونيك ما بين الحقيقة والخيال
وبقلب ظلمة بالرعود مشبَّعة
في مثل هالليلة خلق سيد الرجال
المشعل بإيد وإيد فيها زوبعة.
هونيك أول صوت للأمة دوى
بعدا عمتردد صداه جبالنا
وهونيك طلَّقنا الميوعة والغوى
وتجسَّدت عين الحقيقة قبالنا
وهونيك حار الطب في فعل الدوا
اللي ركبوا الدكتور في عرزالنا.
كنا وكل الناس كانوا نايمين
والنوم كان من المزايا الطيبِة
مش نوم عادي، بس كنا مبنَّجين
والبنج وارد صيدلية أجنبي
مِنّا وعُو، وكتار بقيو ملحَّفين
وكتار شافوا دربنا مستصعبِة
تاهوا عليها وبعدهن مش عارفين
نكَنّو عمى ولّا عيون معصَّبِة
ويا زعيمي كل ما مرت سنة
وتفتّحت زهرة جديدة بالجهاد
وكل ما آذار طل بينحني
صنين تَيْسلِّم على الأربع عماد
لولاك لولا زوبعتنا هالدني
كانت خراب وناخِرا سوس الفساد
واليوم فوق زنودنا عمتنبني
تَتْصير جنة حق لكل العباد.
شكيب بدور
هذه القصيدة كناية عن حوار بين رفيقة قومية اجتماعية ومواطن لا يعرف شيئاً عن النهضة يستغرب مظاهر الاحتفال بمولد المعلم في الأول من آذار.
– يا هند قومي عجيبة كيف غفلاني
والكون حولك هدير وصوت رباني
وحارة شفيقة جارتنا وحارة المختار
مدري لأيا سبب مسكين ولعاني.
حارة شفيقة جارتنا وحارة المختار
وحارة محمد وبيت الياس والشيّار
قومي تنهرب بسرعة طوقتنا النار
من وين؟ شوفي الدني نيران شعلاني.
مجانين شو هالحدا عميرقصوا عقبور
لبنان، وبيهتفوا والليل شعلة نور
وشوفي صبايا بلدنا حاملين زهور
وعجقة ولاد ومشاعل نور وغناني.
– حاجي تثرثر يا جاهل شو إلك وعليك
شمس الحقيقة ما يسطع نورها بعينيك
ساروا المواكب وبعدك انت غافي هيك
غارق ببحر الأنا كسلان متواني،
هوذي جحافل جنود الحق والوجدان
وهوذي مشاعل طريق العز والإيمان
وهوذي صبايا عريس النهر في لبنان
وهوذي عماد الوطن بالمرحلة الثاني
صيدون هوذي وقلعة بَعْلبَك وصور
وتدمر وبابل وهذا برجها المشهور
وعكا وحيفا ويافا والقدس والطور
وهوذي نخيل العراق وأرز لبناني
وهذا دخان المعارك ريحة البارود
وهيذي الطريق الطويلة بالشعاب السود
ونور الرسالة العظيمة ونصرها الموعود
تضوي زوايا ودروب وعيون عمياني،
تطلَّع حماة الجهالة كيف مشدوهين
أقزام صاروا وكانوا مبارح سلاطين
قصْرِت شبارُن ما عادوا تاجروا بالدين
لما اتفقنا عألله أعظم دياني
وبعدك بتحكي وبعينك شايف الإقطاع
اندكّت صروحو المتينة ورغم أنفو انصاع
هذا سعادة العظيم اليوم شق قناع
زخم الحياة المجسد في عمل باني.
– يا هند هاتي شو عندك بعد عالمكشوف
فتّحت عيني وعقلي وصرت بدي شوف
بسرعة خديني على جناح الحقيقة نطوف
صوتك دعاني بفكرة هزّت كْياني
قومي خذيني لعندن عجّلي تَنروح
نبني بأعلى قمم مجد الحياة صروح
ومطرح ما هاك المعلم باع أعظم روح
نعطي دمانا ونعوض عمرنا الفاني.
شكيب بدور
نشيد عــلــى الـــوادي
شعر الرفيق شكيب بدور
على الوادي على الوادي
بأعلى صوتها تنادي
عم يستنظروا الحملي
بظل الزوبعة الهادي
من الوادي الى القمة
رفاقي جددو الهمة
وعلى تحرير هالأمة
قسمنا ودمنا شهادي
تحدوا الموت منهم خاف
«لمن نحيا» بدوم الهتاف
انطلق صوت الشهيد عساف
دمي لسوريا بلادي
با أبناء الحياة الموت
وقفة عز صار مثبوت
سلوا عنا رمل بيروت
كيف استشهد سعادي
بنور الحق والوجدان
سرنا وكلنا إيمان
وصوت رصاصنا بعمان
بصدر الغدر زوادي
على الوادي على الوادي
بأعلى صوتها تنادي
عم يستنظروا الحملي
بظل الزوبعة الهادي
الشاعر شكيب أحمد بدّور
ولد في قرية بكّيفا البقاعية قضاء راشيا الوادي في 1921
انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في عامه السادس عشر، وعلى امتداد مسيرته الحزبية تسلّم عدة مسؤوليات وشارك في العديد من المعارك التي خاضها الحزب وسُجن عشرات المرات وتعرض للضرب والتعذيب، وبقي محافظاً على قسمه بكل صدق فأنشأ عائلة قومية اجتماعية وتخطى مفاعيل الطائفية بكل شجاعة إذ لم يمانع، بل شجع زواج أولاده من طوائف مختلفة وسط هجوم عنيف من القوى التقليدية في متحده.
لقب بشاعر النهضة لكونه لم يكتب سوى الشعر الملتزم بفكر سعادة طيلة مسيرته الشعرية، وكان الرفقاء يسمون بيته “بيت الأمة”، ومن أشهر كتاباته نشيد “على الوادي”الذي يردده الأشبال في مخيماتهم.
توفي في التاسع عشر من كانون الأول عام 2005 وأقيم له مأتم حزبي تحدث خلاله عدد من الأدباء معددين مآثره، وكُتب عنه مع نعيه في العديد من الصحف إضاءات على تاريخه الحزبي والشعري الحافل في سبيل قضية آمن بها حتى الرمق الأخير، ورحل ملتفاً بعلم الزوبعة.