الاستعمار وحالنا التي لا تسر

الاستعمار وحالنا التي لا تسر

في بدايات القرن الماضي وعلى أثر انهيار الإمبراطورية العثمانية التي كان للبيئة العربية مساهمة فعالة فيه سيما بلاد الشام والجزيرة العربية، تلك المساهمة لم تشفع للبيئتين لدى الدول الكبرى فانزلوا المبضع تحديداً ببلاد الشام ما عرف لاحقاً بسايكس/بيكو، ولم تكتف القوى بذلك بل أعطت وعداً لشتات اليهود بالعالم بإقامة دولة لهم على ارض فلسطين. تكرر الأمر خلال الحرب الباردة في المواجهة بين المعسكر الغربي والاتحاد السوفياتي حيث ايضاً كان للعرب مساهمتهم في الميدان بدءاً من حلف بغداد وانتهاءً “بتورا بورا “حيث المواجهة المباشرة مع السوڤيات .
هذه المرة لم تكتف القوى الكبرى بما فعلته من تقطيع لأوصال بلاد الشام اثر الحرب العالمية الاولى وزرعها لدولة الكيان الغاصب على اثر الحرب العالمية الثانية وبدلا من المبضع نزلت بالخناجر من خلال وكلائها بطعنات مباشرة، عام 75 في لبنان بداية الثمانيات بالعراق او ما دعي بحربي الخليج، ووصلت تلك الخناجر لدمشق فيما سمي (بالربيع العربي )،واذا كانت قبرص قد “نجت بنفسها ” في الحربين العالميتين فقد لحقها الحيف بالتقسيم بين اليونان وتركيا ،عام 74 قبيل الحرب الاهلية في لبنان .
كل ما تقدم هو لإعطاء صورة بانورامية عن طبيعة الصراع الدائر في بلادنا والأدوار التي تقوم بها الدول الكبرى او من دعوناهم بالأشقاء عام 45 مع انشاء جامعة الدول او حتى قبيل ذلك حين فاوضوا باسمنا بما عرف (محادثات الحسين /مكماهون )، وأمر الأشقاء غريب عجيب بحيث يضحون بنا في كل مرة ، والأنكى انهم يفعلون ذلك على حساب مصالحهم وفقط لمصالح الغرب الاستعماري، ودون خشية بان يكون دورهم هو التالي لأنهم ينامون على بقع نفطية واموالهم تملأ مصارفه.
يقال ان التاريخ لا يرحم وذوي القربى يبدو انهم اعداء بكل ما يدعى علم وعلى رأس ذلك علم التاريخ زاعمين اكتفاءهم بالرسالة السمحاء منكرين مقولة “طلبوا العلم ولو في الصين ” فبدل ان ينضموا لقافلة المواجهة لتحقيق سيادتهم على منابع النفط وتحريره من سياسات الغرب الاستعمارية كما وتحرير حساباتهم الدفترية من مصارف الغرب ، المتأتية من ردياته،تجدهم يقدمون الدعم والذي احياناً يتخطى الجغرافية فقد وصل ذلك الدعم إلى جرود افغانستان حيث زهقت ارواح شبابهم وملياراتهم تبخرت بين جبالها بينما فلسطين وهي على مرمى حجر يبدو انهم يتركونها للأدعية على منابر علماء الفقه والشريعة.
ان كل افعالهم تلك ان ببدايات القرن الماضي او للمساهمات الفعالة بتدمير بغداد ودمشق،بدل ان تخضع لمراجعة نقدية هادفة لتحصين الحال،تجدهم يتهمون كل من يقاوم المشروع الغربي الصهيوني بخروجه عن الجماعة بالأمس حجنهم الحاد الاتحاد السوڤياتي واليوم رافضية الصفويين.اما مناورة شرب حليب السباع والتحاقهم بدول البريكس فلذلك حديث آخر .