يسعى العدو “الإسرائيلي” منذ مدة للاستيلاء على محور صلاح الدين أو محور فيلادلفيا، الواقع على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ويعتبر أن هذا الاستيلاء ضروري، لمنع حركة حماس من تهريب الأسلحة إلى القطاع، ويكون جزءاً من استراتيجية العدو لهزيمة المقاومة الفلسطينية، ومنع أي هجوم قد تقوم به على المستوطنات، على غرار ما حصل في طوفان الأقصى، وستشمل عملية الاستيلاء هذه، إبعاد مسؤولين فلسطينيين من معبر رفح، الذي يقع ضمن ممر فيلادلفيا، إضافة إلى تمركز قوات للعدو على امتداد الأراضي من الزاوية الجنوبية الشرقية لقطاع غزة، المتاخمة لكل من الأراضي المحتلة ومصر، باتجاه البحر المتوسط، وقد أكد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، إنه يتعين على “بلاده” أن تسيطر بشكل كامل على محور فيلادلفيا الحدودي، للتأكد من “نزع السلاح” في هذه المنطقة، كما أكد بعض المسؤولين “الإسرائيليين”، أنّ إنهاء السيطرة الفلسطينية على معبر رفح الحدودي، جزء أساسي من رؤية “إسرائيل” لمستقبل غزة، والتي بموجبها سيحل كيان فلسطيني غير مسلح بسلطات محدودة محل حركة حماس، ويتولى مسؤولية الشؤون المدنية في القطاع.
ويقع محور فيلادلفيا، على امتداد الحدود بين غزة ومصر، وهو يقع ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر والعدو عام 1979، ويبلغ طوله 14 كلم، وفي تفاصيل خطة الاستيلاء على المحور، سيتم تركيب وسائل تكنولوجية لكشف محاولات الاقتراب من المحور، وسيعمل 750 شرطياً مصرياً على المحور من الجانب المصري، وتسمح اتفاقية كامب ديفيد للعدو ومصر بنشر قوات محدودة العدد والعتاد، ومحددة بالأرقام، ونوعيات السلاح والآليات التي يتم بالإمكان نشرها على ذلك المحور، وذلك بهدف القيام بدوريات على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل والأنشطة “الإجرامية” الأخرى.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قد نقلت عن مسؤولين مصريين قولهم أن القاهرة وجهت تحذيراتها إلى تل أبيب من أي هجمات على محور فيلادلفيا، ومن حدوث أي موجات نزوح للفلسطينيين، كما أفادت بأن القاهرة بحثت بشكل جدي سحب سفيرها من تل أبيب، كما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض عدة محاولات من نتنياهو للتحدث معه، ونفت مصادر مصرية رفيعة المستوى، تقارير إعلامية “إسرائيلية” تحدثت عن موافقة مصر على مقترح يسمح “لإسرائيل” باحتلال المحور على الحدود، وأكدت أن مثل هذه الأكاذيب الإعلامية أصبحت طقساً يومياً، يستهدف صرف الانتباه عن المواقف المصرية المعلنة بضرورة الوقف الفوري للعدوان على غزة، ومن قبل نفت مصر وجود تنسيق أمني جديد مع العدو على هذا المحور.
والجدير ذكره أنّ القادة الإسرائيليين لم يعطوا الضوء الأخضر للعملية، وسيعتمد توقيت التنفيذ على المفاوضات مع الحكومة المصرية، حسب الصحيفة الأميركية، التي تضيف أن مصر تشعر بالقلق من أن العملية “الإسرائيلية” يمكن أن تنتهك شروط معاهدة كامب ديفيد، وأكدت أنها ستظل تسيطر على حدودها مع قطاع غزة، بعد تصريحات لنتنياهو، جدد فيها التأكيد على رغبة بلاده في استعادة السيطرة على “محور فيلادلفيا”، وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، أن مصر تسيطر بشكل كامل على حدودها، وهذه القضية تخضع لاتفاقيات قانونية وأمنية بين الدول المعنية، لذلك فإن أي حديث في هذا الأمر يخضع بشكل عام للتدقيق، ويتم الرد عليه بمواقف معلنة، في الوقت الذي يعتبر فيه عدد من المسؤولين في كيان العدو، أن مصر لم تمنع بشكل كامل وصول تدفق الأسلحة إلى حركة حماس، بما في ذلك بعض الشحنات التي يزعمون أنها جاءت على متن مركبات عبر معبر رفح الحدودي الرسمي.
وتتيح اتفاقية كامب ديفيد تواجداً إسرائيلياً ضمن محور فيلادلفيا، ووفقاً للبروتوكول الخاص بالانسحاب “الإسرائيلي” وترتيبات الأمن، والذي يتيح تواجد قوة عسكرية “إسرائيلية” محدودة من أربع كتائب مشاة وتحصينات ميدانية ومراقبين من الأمم المتحدة، ولا يتضمن أي تواجد للدبابات، و المدفعية والصواريخ، ويمكنها امتلاك 180 مركبة عسكرية كحد أقصى، وعدد مشاة لا يتجاوز الأربعة آلاف.
ووقعت مصر على اتفاقية فيلالفيا عام 2005، التي نصت على ترتيب تواجد مصري لقوات حرس الحدود، وانسحاب جيش العدو من تلك المنطقة وتسليمها للسلطة الفلسطينية، كما سمحت بتنسيق أمني “إسرائيلي” مصري، وتواجد أمني مصري من قوات حرس الحدود على طول شريط فيلادلفيا والقيام بدوريات من كلا الطرفين، وأن التواجد المصري في هذه المنطقة هو “لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود” وليس لأي غرض عسكري.