أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي، ذكرى مرور أربعين يوماً، على استشهاد الرفيق وسام محمد سليم، باحتفال أقامه في بلدة الصرفند، حضره رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، رئيس المكتب السياسي الأمين محمود أبو خليل، عضو المجلس الأعلى الأمين وسام قانصو، عميد العمل والشؤون الاجتماعية الأمين ناصر أبو خليل، عميد شؤون فلسطين الأمين بسام نصار، منفذ عام منفذية النبطية الأمين علي وهبي، منفذ عام منفذية صيدا – الزهراني – جزين الرفيق علي سعاده، ممثلون عن الأحزاب الوطنية والإسلامية، عدد من المسؤولين الإداريين، وحشد من القوميين الاجتماعيين وأهالي الصرفند.
ألقى رئيس الحزب الأمين ربيع بنات كلمة، وجّه في بدايتها تحية للأمين حبيب الشرتوني، منقذ لبنان من السقوط المحتوم في هاوية التطبيعِ والعمالة، وقال أنّه في الذكرى الأربعين لاستشهاد الرفيق وسام، هناك الكثير لنقولَه عن البطل وعن أهل البطل، والده ووالدته وأخيه، وهو أول شهيد للحزب السوري القومي الاجتماعي في هذهِ المعركة، وهو الرفيق الملتزم والمقاوم العامل لتحرير أرض بلاده وحمايتِها، وهو الذي شق طريق عمله المقاوم في منفذية صيدا الزهراني والعامل لتحسين وضعِ قريته الصرفند، وهو الرفيق المهندس الذي أحبهُ رفقاؤه وأهل قريته.
وتابع بنات مخاطباً الشهيد، نعود الى الصرفند بعد أربعين يوماً من استشهادِكَ، لنحييك، ولنقول لأمك الصابرة ولوالدك المناضل ولأخيك الشاب المكافحِ، أنّ دماءك أظهرت طريق المشروعِ النضالي للحزبِ السوري القومي الاجتماعي، وأضاف من هنا، نقول للقوميين الاجتماعيين، عليكم لعب دورِكم على أكملِ وجه، دوركم أن تنغلوا في كل مداميك الحياة، من العملِ الحزبي الى العملِ الاجتماعي والسياسي والثقافي والعسكري، ولا توفروا جهداً، وضعوا إمكاناتِكم أينما أجدَتم وضعها، كل حسب اختصاصه، ونحن نؤكد أنّ الحزب مستمرّ بالانخراط في معركة وجوده فيها طبيعيّ ولن يعود بمشروع تواجده في ساح الجهاد أي خطوة إلى الوراء.
ووجه بنات تحية لقوى المقاومة جميعها، من اليمنِ إلى العراقِ، إلى سورية وفلسطين ولبنان، وتحية إلى كلِ عائلة قدمت ابناً أو أخاً وأباً شهيداً على طريق فلسطين، كما وجّه تحية خاصة إلى سماحة السيد حسن نصرالله، الذي بفضلِ حكمته وقيادته بعد عرق المقاومين ودمائهم، نلمس اليومَ حقيقة الانتصارِ في النفوسِ وكذلك على الأرض، وتابع أننا من الجنوبِ، نؤكد أنّ المشروع “الإسرائيلي” الأميركي لعدم إعادة أهالي القرى التي تشهد اليوم قصفاً معادياً إليها بعد انتهاء الحرب، هو مشروع لن يمر بتاتاً، وإن كان نتنياهو عاجزاً عن إعادة مستوطنيه إلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية المصطنعة، فنحن سيعود إخوتنا وأبناؤنا وأهلنا، إلى قراهم في اللحظة الّتي تقول فيها المقاومة أنّها أطلقت الطلقة الأخيرة في هذه الجولة من الصراع مع العدو، وكذلك في غزة، فإنّ مشروع احتلالها من قبل جيش العدو من جديد، هو أمر مرفوض، وإنّ أي تغيير في قواعد الحياة العامة في مرحلة ما بعد الحرب هو أيضاً أمر مرفوض، وإن مسألة وضع شروط إسرائيلية على أهلنا في غزة وعلى المقاومة وتحديداً على حركتي حماس والجهاد هو أمر مرفوض وممنوع ولن يمر أبداً.
وأضاف بنات: في السياسة يتضح يوماً بعد يوم، أنّ طرحنا لمشروعِ بناء دولة المواطَنة المقاوِمة هو الطرح الوحيد القادر على انتشالِ الداخل اللبناني من الأزمة التي تعصف به منذ ما قبل العام 2019، دولة المواطَنة المقاوِمة مشروع يقوم على إعطاء المواطن حقوقه السياسية والاقتصادية والمجتمعية، كما يقوم على تحصينِ البلادِ أمام أيِّ هجمة وحصار للانقضاضِ على مقدراتِها، ولحماية المواطنين فيها من سرقة وهدرِ استثماراتِهم وأموالهِم وجنى أعمارهم في مؤسسات لم تستطع مؤسسات الدولة أن تضمن حقوقهم في داخلِها، وممنوع علينا من اليومِ فصاعداً، لا سيما وأنّنا في مرحلةٍ مليئةٍ بالتضحيات، البعض يضحّي بدمائه، والبعض يضحّي ببيته، والبعض يضحي باستقرارِ حياته من أجل تحصينِ هذا البلد، ممنوع علينا أن نتهاون مع تحصيل حقوق هؤلاء الناس، ومن واجب الدولة بعد نهاية هذه الحرب، أن تحصّلَ حقوق الناس، وأن تعيد الحقوق المهدورةَ والمسلوبةَ إليهم.
كلمة العائلة ألقتها شقيقة الشهيد، الرفيقة بتول محمد سليم، قالت فيها أن الشهيد وسام في طفولته كان شبلاً مقداماً وشجاعاً، زرع في قلبه العقيدة القومية الاجتماعية، وحب أمته، فأينع هذا الزرع شهادة، هي أسمى وأرقى شهادة حصل عليها، وأضافت أنه كان دائماً متفوقاً ومقداماً، فسبقنا جميعاً وقدّم نفسه من أجل سورية، وختمت كلمتها بأننا نحن أبناء الحياة، سطّرنا حياتنا بدماء الشهداء، من أجل أن تحيا سورية عزيزة منيعة في وجه المحتل، ونعاهد شهيدنا أن نبقى ثابتون على عقيدتنا ومبادئنا، وأن تبقى البندقية لغة التخاطب الوحيدة مع كل محتل وغاصب، إلى أن تتحرر أرضنا.