أمريكا الإسرائيلية

أمريكا الإسرائيلية

أعلنت رئيسة جامعة هارفارد، كلودين غاي، عن استقالتها تحت ضغوط المكارثية الجديدة وبالذريعة الدارجة، معاداة السامية، وذلك بعد أن رفضت الانحياز لطلبة اللوبي اليهودي الصهيوني في الجامعة مقابل عشرات الطلبة من مختلف الجنسيات الذين وقعوا على مذكرة تدين الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء والمدنيين عموما في قطاع غزة.

لم تكن غاي الوحيدة التي لا تتدخل في الآراء المختلفة للطلبة، فقبلها تعرضت رئيسة جامعة بنسلفانيا لموقف مماثل وسط عودة للمكارثية (نسبة إلى سيناتور أمريكي، مكارثي) قاد حملة قبل ستين عاما في الولايات المتحدة الأمريكية ضد مئات الشخصيات والفعاليات الثقافية والسينمائية التي لم تعجب السياسات الأمريكية، وجرى اتهام هذه الفعاليات بالشيوعية آنذاك.

وقد بدأت الحملة الجديدة بمبادرة من اللوبي اليهودي الصهيوني داخل الكونغرس وخارجه مثل النائبة الزا ستيفانيك، أما الحملة الأخطر ضد مناهضي ابتزاز اللوبي المذكور فقد بدأت عام 2006 ضد اثنين من أبرز أساتذة هارفارد وهما: ستيفن والت وجون ميرزهايمر.

تقرير هارفارد – أمريكا الإسرائيلية

صدر التقرير لأول مرة عام 2006، قبل أن يقدمه ويترجمه الدكتور محمد الحموري، وتضمن قراءة أمريكية نقدية شجاعة لكل من الدكتور جون ميزرهايمر من جامعة شيكاغو، والدكتور ستيفن والت من جامعة هارفرد، وكانت النتيجة شطب ترويسة هارفارد عن التقرير واستقالة أو إقالة والت من منصبه الأكاديمي، وهو ما يذكر بما تعرض له أكاديميون فرنسيون، وما تتعرض له العديد من الجامعات البريطانية، بالذريعة الدارجة التي تحصن الكيان الصهيوني من أي نقد (العداء للسامية).

مع مرور الزمن، فإن ما جاء بالتقرير يؤكد الاستراتيجية الثابتة للسياسات الإمبريالية الأمريكية إزاء الشرقين العربي والأوسط عموماً، وإزاء قضية الصراع العربي – الصهيوني، خصوصاً.

ومن جملة ما يتوقف عنده التقرير:

1.     تواصل الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل رغم أنها تحولت عملياً إلى عبء إسراتيجي، ولم تعد الجيش الذي لا يقهر، والذراع الضارب العدواني المباشر، ومن الأمثلة على ذلك، التدخل الأمريكي المباشر في الخليج، ومن المؤكد أن التقرير لو صدر بعد العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 أشار إلى عجز تل أبيب أمام حزب الله.

2.     حجم الدعم الأمريكي المالي والعسكري والسياسي الذي تغدقه أمريكا على الكيان الصهيوني 14 بليون دولار خلال لفترة 1967-2003، بالإضافة إلى الشراكة الأمريكية – الإسرائيلية في العمل الاستخباراتي والعديد من الصناعات العسكرية الاستراتيجية، كذلك استخدام الفيتو 23 مرة منذ عام 1982 ضد قرارات مجلس الأمن التي تنتقد الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية.

3.     دحض الأكاذيب الإسرائيلية التي تساق لتبرير الدعم المذكور منها:

  • كذبة الضحية، فيما هي المعتدية طيلة اوقت.

كذبة الشراكة في الديمقراطية، فيما هي في الواقع دولة عنصرية إزاء العرب الفلسطينيين الذين حملوا جنيستها.

ومما يذكره التقرير أيضاً:

  • القتل الإسرائيلي لأسرى الجيش المصري في حرب حزيران 1967، وطرد ربع مليون فلسطيني من أراضيهم في الضفة الغربية، و80 ألف سوري من الجولان المحتل.
  • الاعتداء على الأطفال (29 ألف طفل).
  • إطلاق مليون رصاصة خلال الأيام الأولى من الانتفاضة الثانية في فلسطين.

الاعتداء على ناشطي سلام أجانب ومقتل اثنين منهم، ولها في ذلك تاريخ طويل تضمن اغتيال الوسيط الدولي، برنادوت لأنه دعا إلى تدويل القدس.

  • كذبة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، فقد كان الفلسطينيون يشكلون 95% من السكان عام 1893 وأكثر من النصف حتى تأسيس الكيان والطرد الوحشي للفلسطينيين.

الذيل الذي يحرك الرأس

لا تقتصر اللوبيات المساندة للكيان الصهيوني على اليهود، بل تضم عتاة اليمين الكاثوليكي والإنجليلي على حد سواء، ومن أشهر هذه اللوبيات: الايباك، صابان، التحرك من أجل الديمقراطية، بيركلي، برانديز وإيموري، مراكز صنع الفكر الأحادي.