المخدرات ملجأ لجنود العدو منذ طوفان الأقصى

لا شك أنّ الحرب التي يشنها العدو على قطاع غزة، انعكست سلباً على الأوضاع النفسية والعصبية لضباطه وجنوده، وساهمت في انخفاض الروح المعنوية لديهم، وذلك بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد والآليات، التي يُمنون بها كل ساعة، بفعل المقاومة الكبيرة التي يواجهونها على أرض الميدان.

وفي دراسة نشرتها صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، أكدت أن ثمن حرب “إسرائيل” على قطاع غزة أصبح باهظاً للغاية، بسبب حجم القتلى والإصابات في الجيش، إلى جانب الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الضباط والجنود، والآثار بعيدة المدى على الصحة العقلية في “إسرائيل” بشكل عام، كما كشفت عن لجوء “الإسرائيليين” بمعدلات كبيرة للمخدرات والحبوب المنومة والحشيش والكحول والأدوية المسببة للإدمان، في محاولة للتخلص من ضغوط الحرب على غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع تشرين الأول 2023، وتابعت الصحيفة أنّ أحداث السابع من تشرين الأول كانت لها آثار بعيدة المدى على الصحة العقلية في “إسرائيل”، وكشفت دراسة بحثت في التداعيات النفسية لهذه الأحداث التي أثرت على 420 “إسرائيلياً” في سن 18 وما فوق، عن ارتفاع ملحوظ في استهلاك المواد المسببة للإدمان بعد بداية الحرب، فقد أشار 16% من المشاركين إلى زيادة طفيفة في تعاطي النيكوتين، بينما أشار 10% إلى زيادة في استهلاك الكحول، وأبلغ 5.5% عن زيادة في تعاطي القنب، كما شهد استخدام العقاقير الطبية التي قد تؤدي إلى الإدمان ارتفاعاً كبيراً، مع زيادة استخدام المهدئات بين 11% من المشاركين، والحبوب المنومة بين 10%، ومسكنات الألم بين 8%.

وتتابع يديعوت أحرونوت أنّ أحداث الحياة الصعبة والصادمة يمكن أن تؤدي إلى الاضطراب العاطفي والرغبة في تخفيف الانزعاج، وما يترتب على ذلك من مشاكل نفسية وعقلية على المدى الطويل، وأضافت أنّ هذا الارتفاع الغير مسبوق هو بمثابة رد فعل نفسي من أجل مواجهة الأحداث القوية وغير المسبوقة، التي من المتوقع أن تؤثر بشكل واضح على نفسية “الإسرائيليين”، وأشارت الدراسة إلى أن بعض الأفراد لديهم استعداد وراثي وسمات شخصية محددة تزيد من احتمال إصابتهم بالإدمان، ومع أن هذه النتائج لا تشير بالضرورة إلى ظهور اضطراب مزمن أو طويل الأمد، لكن ستكون هناك في المستقبل آثار لهذا الاعتماد المتزايد على المواد التي قد تسبب الإدمان، ويلجأ بعض الناس الذين يعانون من ضغوطات نفسية أو عصبية، إلى المواد المسببة للإدمان كالنيكوتين والكافيين والكحول وتجربة الحشيش والمخدرات الأخرى، للحصول على الراحة الفورية، وربما إلى المهدئات والمسكنات والحبوب المنومة، ومع زوال تلك الضغوطات، يتمكن معظمهم من تقليل استخدام هذه المواد وإبقائها ضمن الحد المقبول، ولكن الذين يعانون من الصدمات الشديدة والضيق، والذين تكون آليات التكيف لديهم غير كافية، قد يصابون بالإدمان الدائم.

وأقرت تقارير صحية “إسرائيلية” بإصابة نحو 500 جندي من جيش العدو، بصدمة الحرب واضطرابات نفسية غير مسبوقة، منذ اندلاع الحرب، وقال جيش العدو أنّه شكل فرقاً خاصة، تتكون من ممرضين وأطباء نفسيين وخبراء، لضمان المواكبة النفسية للجنود ومعالجة الميول الانتحارية لديهم، كما اعترفت سلطات العدو بأنها اضطرت إلى حقن جنود بمواد مخدرة لمساعدتهم على النوم، بسبب الآثار النفسية التي خلفتها المقاومة الشرسة للمقاومين في غزة، ويتجلى الإدمان في إخفاء صاحبه المواد المخدرة عن الآخرين، وفي بذله موارد كبيرة، وجهداً بالغاً في التفكير في المخدر وتنظيم الحصول عليه واستهلاكه.

مهما يكن نوع المواد المخدرة التي يلجأ إليها ضباط وجنود العدو، ومهما تكن قوة الإدمان التي ستسيطر عليهم، وهل ستنجح طرق العلاج معهم أم لا، هناك واقع ثابت، وهو أنّ البطولات التي يسطرها المقاومون في فلسطين، هي كوابيس تلاحق قيادة العدو السياسية والعسكرية، وتنسف معنويات ذاك الجيش، الذي يثبت كل يوم مدى العجز الذي وقع فيه، والتخبط بين أعضاء قيادته وأفراده.