العويل يتصاعد: هكذا ينتصرون علينا!

العويل يتصاعد: هكذا ينتصرون علينا!

كتب غيرشون هكوهن في صحيفة “اسرائيل اليوم” مقالًا بعنوان “استراتيجية “حزب الله” وحماس تقوم على حرب طويلة تستنزف جيشنا وداخلنا”

مر أكثر من 80 يوماً منذ نشوب الحرب، ولم تتضح لها نهاية بعد.
إن التعلق الإسرائيلي بحرب قصيرة وبنصر سريع، كما تبلور في مفهوم الأمن لدى بن غوريون، فُهم عميقاً في فهم الحرب الذي تطور في منظمتي حزب الله وحماس بتوجيه من إيران. لذا، وجهت منظمات الإرهاب هذه جهودها لنزع قدرة الجيش الإسرائيلي على إنهاء الحرب في زمن قصير. لهذا الغرض، بنيت منظومة تهديدات تحيط “إسرائيل” من كل صوب حتى البحر الأحمر، سعياً لإلقاء “دولة إسرائيل” إلى حرب طويلة كوضع عضال يقضم فيها حتى انهيارها.
فكرة الحرب هذه تقوم على أساس التجربة الإيرانية من الحرب العراقية الإيرانية التي نشبت في أيلول 1980 في هجوم عراقي مفاجئ لاحتلال حقول النفط في لواء حوزستان. وكانت الخطة العراقية لإنهاء الهجوم في غضون نحو أسبوعين. اقترح قادة الجيش الإيراني الذين اعترفوا في بداية الحرب بدونية جيشهم، الانسحاب إلى الجبال.

أما الزعيم الإيراني الخميني فرفض كل انسحاب وطالب بدفاع عنيد. الجيش الإيراني، الذي وإن لم ينتصر، نزع من الجيش العراقي إنهاء الحرب في الزمن المطلوب. استطالة الحرب إلى ثماني سنوات اعتبرتها القيادة الإيرانية إنجازاً وأصبحت مصدر إلهام لفكرة الحرب لدى حماس وحزب الله.
هكذا تبلور مفهوم الحرب لدى حماس وحزب الله على أساس منظومتين: منظومة صواريخ تنتشر في كامل عمق المنطقة بكمية كبيرة وتسمح باستمرار النار نحو الجبهة الإسرائيلية الداخلية لزمن طويل حتى بعد توغل الجيش الإسرائيلي إلى أجزاء واسعة من أراضي العدو؛ أما العنصر الثاني فيقوم على أساس دفاع مكثف بالعوائق والعبوات، من فوق الأرض ومن تحتها، في قلب المجال المبني في المدن والقرى.في هذه الظروف، نقل الجيش الإسرائيلي الحرب إلى أرض العدو بسرعة أصبحت مهمة مركبة صعبة بكل ما عرفه الجيش الإسرائيلي في حروب الحركة في الصحراء مثلما في حرب الأيام الستة.

الاعتماد على مقاتلين من أبناء المكان

في طريقة تنظيم حماس وحزب الله استعداداً للحرب، بنيت قواتهم في نقطة الانطلاق على أساس أبناء المكان. كتيبة أبناء الشجاعية في غزة مثلاً تتشكل من أبناء الشجاعية، وهكذا لواء خانيونس وكل ما تبقى.
في منطق مشابه، تنظم منظومة قوات حزب الله المنتشرة في مقدمة الحدود للدفاع. في قرية عيتا الشعب، مثلاً، المجاورة للحدود مقابل أدميت – شومرية، يستعد بضع مئات من نشطاء حزب الله من أبناء القرية. مرغوب فيه في هذا الجانب فحص إمكانية التوقع لإبعادهم إلى شمال الليطاني بحكم قرار مجلس الأمن 1701.
في فهم الحرب المتواصلة كحرب تنبع في وتيرة تطورها من طريقة حرب جديدة وبتوجيه وإلهام إيرانيين، تبدأ القصة التي ينبغي “للقيادة والمجتمع الإسرائيليين” أن يروياها لنفسيهما على الطريق الطويلة للنصر كتحد معقد يصبح في ضرورة وجودية هذه اللحظة.